ناصية الضجيج

ناصية الضجيج

ناصية الضجيج

 صوت الإمارات -

ناصية الضجيج

بقلم _علي أبو الريش

اختزلنا الزمن منذ أن التقينا عند ناصية الضجيج، وذهبنا من دون أسئلة، ذهبنا ونحن نتوج أغصاننا بأكمام الزهر، ونرشف من الماء قطرات رضاب، ونقطف من العطر عبقاً يشف على أرواحنا، كأنه من سمات السماء، ومن سمات النجوم الطالعات على شرشف الليل. الأشياء في عيوننا تهطل مطراً يغزل حرير الفرح، وينثره في الوجود قمح النمو والارتقاء. تواءمنا، واتحدنا، وتداخلت أشجار قلبينا في نشوة الاندماج، كانت السواحل تضمنا، والموجة الرهيفة توشوش في أسماع الكون، وتغسل كائناته بالبياض، تغسلنا بالصمت الرهيب، وتنظف وعينا بأفكار وأسرار الخلق، وكيف كانت النجمة تحرس شهقاتنا والدهشة تملأ شغاف النجوم. اختزلنا الزمن في لحظة كان فيها الوعي يلتقط حبات لهفتنا، ويمضي في الصهيل، نمضي في البحر الجليل طائرين أجنحتنا من زعانف، لا تقولي ذاك زمان، بل قولي للزمان قف، وانظر إلى الموجة كيف تتلوها الموجة، لتأخذا البحر إلى الساحل، ليصبح البحر والساحل قلبين في جسد الوجود، ونصبح نحن الضوء المنبثق من مكان ما، من الأفق نسقط على وجنتي موجة، لنجعلها في الوعي شمعة تضيء وجدان الحياة، لنجعلها النار التي تذيب الرواسب والخرائب والعواقب، لنجعلها في وعينا أغنية ترتب أشجانها، وتهذب لواعج الكلمات وتمنح البوح للطير، كي تنمو الأجنحة من دون شوائب. اختزلنا الزمن ونحن في نخوة الولاء لأحلامنا الزاهية، نحن في ذروة الزهو، بأنا في الوجود ابتسامة عرضها السماوات والأرض، وأنا في الأرض عشب الذاكرة، وأنا في السماء خصب السحابات الباهرة، وأنا في الزمان جناحان لطائر توحدت فيه مكونات التحليق، فبدا في النسق أسطورة وصورة، وبدا أنشودة وشفة، وبدا مقولة وقبلة، وبدا تغريدة وغرة، وبدا تنهيدة وهدأة، وبدا عبارة وعبرة، وبدا رواية ورؤية، وبدا شهامة وشيمة، وبدا وسامة وسمة، وبدا طهارة وطفقة، وبدا منارة ونبرة، وبدا طلاقة وطلقة، وبدا نقاوة ونقرة، وبدا في الزمن جملة معرفية، تجزل وتبذل وتعدل وتغزل، وتحمل في الطيات معنى التواصل بين الأشياء، عندما تكون في الوعي، والحقيقة ناموسها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناصية الضجيج ناصية الضجيج



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates