لو توقف التويتر يوماً
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

لو توقف التويتر يوماً؟

لو توقف التويتر يوماً؟

 صوت الإمارات -

لو توقف التويتر يوماً

بقلم - علي ابو الريش

أتخيل لو توقف التويتر يوماً، لأي سبب من الأسباب، فماذا سيفعل المتشاحنون، والمحتقنون، والمتشاتمون، والذين استخدموا هذه الأداة الحضارية وحولوها إلى قناة مائية مليئة بالحثالة، والحشرات النافقة، وبقايا فضلات؟
أتخيل ذلك وأنا أتابع أحياناً ما تلفظه بعض العقول من نفايات التاريخ، وأحافير أفكار، ومومياوات نسي المشرحون تحنيطها بشكل جيد، فتركت هكذا في عفنها ونتانتها.
أتخيل كيف وصلنا إلى حافة الوعي، وتجاهلنا كبشر دورنا الحضاري في استخدام التويتر، ليس للسباب، ونشر الغسيل القذر على حبال عصبيتنا، وحماقتنا، وسذاجتنا، وإنما لبناء علاقات سوية مع الآخر، ونشر ثقافة التواصل على صفحات جداول ماء صافية، من دون أفكار مثقلة بالأنانية، ومحملة على متن عربات صدئة، ومكسوة بغبار الأيام الخوالي.
أتخيل أن هؤلاء الناس لو تعطل التويتر يوماً ما، فسوف ينزلون إلى الشوارع، ويتراشقون بالحجارة، ويتشابكون بالأيدي، ويستعيدون عصور ما قبل الوعي، وتصبح الحياة مثل غابة كائنات متوحشة.
أتخيل ذلك، والشواهد الموضوعية تدل على ذلك، لأن الناس أصبحوا لا يطيقون حتى الثياب التي تستر عوراتهم، أصبحت صدور الناس في زحمة الأنانية، أضيق من ثقب الإبرة، وأرواحهم مثل صفائح أنهكها الصدأ، وقلوبهم مثقوبة بأشواك الكراهية، وعيونهم لا ترى أبعد من أخمص القدم.
أتخيل أن رواد التويتر، تمرّست أصابعهم على كتابة الكلمات النابية، والألفاظ البذيئة، مما يصعب عليهم الأمر، ويجعلهم مثل أطفال الروضة، لو حاولوا كتابة كلمة، مبهجة، أو تسجيل عبارة تبشر ببناء علاقة حميمة مع الآخر.
أصبحنا نكره شيئاً اسمه تويتر، ليس لخطأ في التويتر وإنما للوثة عقلية أصابت كل من لديه الاستعداد لولوج حوار ما، حتى ولو كان يخص الطبيخ فسوف تجد من الكلمات ما يندى له الجبين. فلا أحد يتحمل رأي أحد، ولا أحد يعترف بأفكار أحد، فكل يقول: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا - متى أضع العمامة تعرفوني.
كل يقول أنا هنا، فليصمت الجميع، أنا الحقيقة، وغيري هراء، وافتراء. هذه هي الأنا، عندما تتورم، تصبح جبلاً من نار، ويصبح الإنسان صخرة «سيزيف» كلما دحرجها سيزيف إلى الأعلى، كلما ناء بها ظهره وانحطت إلى الأسفل. الناس أصبحوا يعيشون بالنوايا، ولا يخطبون ود الحياة، كما هي بفطرتها النبيلة. الناس غادروا منطقة الأحلام الزاهية، وارتموا في أحضان الوهم، وخداع الصور الكئيبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو توقف التويتر يوماً لو توقف التويتر يوماً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:20 2015 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

كوريا الشمالية تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ 100عام

GMT 18:56 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تشجعين طفلك على ارتداء النظارة الطبية؟

GMT 18:34 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مستحضرات تجميل تعالج بهتان البشرة في فصل الشتاء

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

ميغان ماركل تكبر الأمير هارى بثلاث سنوات

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

حدث في السابع من رمضان

GMT 02:38 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

"اتيكيت" الضيافة في مكاتب العمل

GMT 11:02 2015 الإثنين ,23 شباط / فبراير

الحسيني تضيف لمسات عصرية على القفطان المغربي

GMT 12:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شمبانزي يرسم لوحات فنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates