الأحلام الجميلة يفسدها الشك

الأحلام الجميلة يفسدها الشك

الأحلام الجميلة يفسدها الشك

 صوت الإمارات -

الأحلام الجميلة يفسدها الشك

بقلم - علي ابو الريش

حياتنا تبدأ بالحلم، فهو الذي يلون عمرنا بالألوان الزاهية، ولولا الأحلام لما ازدهرت الحضارة البشرية، ولما أضاءت مصابيح الفكر دروب المتأملين في اللوحة الطبيعية، المزدانة بكل ما يخلب، وكل ما يفتح حدقة علامات التعجب في عالم يزهو بالإبداع، ويزهر بشعاع الشمس ونور القمر.

ولكن هذه الأحلام تطفئ قناديلها، عندما يسطو الشك على شمعاتها، ويستولي على ألسنتها الضوئية، ويجرد أشجارها من الأوراق والثمار.

الشك آفة الشكّاكين، ومعضلة الذين تسكنهم الريبة، وتسلب منهم بياض الموجة، وهديل الحمام، ورقصة الغزلان في برية النماء.

الشك كائن مميت، يتسلل إلى القلب، ويمسك بتلابيب نبضاته، ويحولها إلى عزف حزين، يحولها إلى طبول تقرع، وترفع رنينها في الليل البهيم، فيفزع النائم من نومه، يبحث عن حلمه الجميل، فلا يسمع غير أجراس الألم تطوق مهجته، وترعى في بيدائه جياد جامحة، وكائنات أشبه بمخلوقات عصور بائدة.

الشك حيوان قارض، يفتك بملاءة الطمأنينة، ويجعلها خيوطاً ناتئة، يجعلها خرقة بالية.

الشك يفني ولا يغني، الشك يميت ولا يحيي، الشك يغرق ويسرق، ويمرق، ويمزق، ويحرق ثياب الفرح، ويذهب بالحياة إلى هوة سحيقة، وفجوة محيقة، إنه يمنع دخول الهواء إلى غرف الناس، ويكبح الماء كي لا يعبر الجداول في الحقول.

الشك يأتيك بمخالب وأنياب، ينهش، ويهمش، ويغبش، ويبطش، ويجعل الحياة مكباً لنفايات الهوجس والكوابيس، يجعلك عند رصيف ملتهب، تحاول أن تعبر، لكنك تصطدم بزحام الأفكار السوداوية، تكون أنت خلف ستارة سوداء، لا ترى حتى صورتك، لا ترى شيئاً، لأن الشك يقف من خلفك ومن أمامك، إنه يحيطك مثل محيط هائج يرتكب جريمة الأعراق لمركب مسالم.

الشك يستطيع أن يبليك بالعصاب القهري، ويجعلك في شباك الاكتئاب، مثل سمكة مغدورة، يغمرك بالتوجس، فتغطس أنت بقارب صغير أصغر من راحة كفك.

الشك يجعل أحلامك عربة معطوبة، تتدحرج على سفح منحدر، يطيح بك، وتمنى بخسائر فادحة، أولها أعز ما تملك، وهو عقلك.

الشك يحول الصديق عدواً لدوداً، والحبيب خائناً، والزوج أو الزوجة حشرة ضالة تؤذي العين، وتؤلم الفؤاد.

الشك أكبر مجرم، يسرق أشياءك، ويخلع مسامير أبوابك، يجعلك عارياً، ترجفك لسعة النظرات المريبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحلام الجميلة يفسدها الشك الأحلام الجميلة يفسدها الشك



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 02:47 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 صوت الإمارات - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 صوت الإمارات - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 03:29 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

تعرفي على وصفات طبيعية لشعر صحي لامع

GMT 16:28 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"المواصلات العامة" تكرّم موظفين من شرطة عجمان

GMT 00:46 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس العراقي يلتقي وزير الخارجية الألماني

GMT 13:30 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد و بن زايد يهنئون ملك بلجيكا بيوم الملك

GMT 06:06 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

جميع سيارات "BMW M" ستكون كهربائية بحلول عام 2030

GMT 22:23 2014 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

جامعة سلمان بن عبدالعزيز تطبق نظام المجالس الإلكترونية

GMT 14:46 2015 الإثنين ,27 تموز / يوليو

موقع إخباري عربي عملاق ينطلق قريبًا من أبوظبي

GMT 01:52 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

تصاميم عبايات غاية في الأنوثة

GMT 15:00 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

العاصي رواية لميادة أبو يونس رحلة من الشك الى اليقين

GMT 16:48 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

أقراط العام الجاري تخطف الأنظار

GMT 04:08 2015 الخميس ,08 كانون الثاني / يناير

"الصحافيين الإلكترونيين" تقدم مشروع قانون تأسيسها في مصر

GMT 04:37 2013 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

عواصف ربيعية تسبب ثلوجًا وأعاصير في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates