عصاب الجائحة

عصاب الجائحة

عصاب الجائحة

 صوت الإمارات -

عصاب الجائحة

علي ابو الريش
بفلم - علي ابو الريش

أصبح العالم على مشارف أمل كبير في تحدي جائحة كورونا، والعثور على اللقاح الذي سيزيل الجراح، ويخفي النواح، ليشرق الصباح بأحسن ما نتوقعه وننتظره. ولكن ما يشغل البال الآن هي تلك الصورة السوداوية والمأساوية التي سيخلفها هذا الوباء، وما سيلاحق الناس من أشباح وسواسية ستقض مضاجعهم، وتسرب إلى صدورهم أوهاماً، ومجسمات خرافية لمرض أزعج، وأحرج، وغيّر معالم حياة وطرق معيشة، وأسلوب عمل، وفرق، ومزق، وأحرق، واخترق، وسرق، ومرق، وفسق، وأغرق الناس في بحيرات ضحلة وجعلهم يسترقون السمع لأي بارقة أمل، ويبحثون عن الفرح من خلف جدر، وحجب، وجعل الصغار قبل الكبار يحفظون هذا المصطلح الطبي، لكثرة تكراره وعجنه، وسحنه بين الألسن، أصبح العالم لا يصبح إلا على مشاهد تفري الروح، وتشخب النفس، وتذهب العقل، وتسلب البصيرة، وتجلب الخوف والذعر في النفوس.
كل هذا الزلزال الرهيب الذي حل في العالم، ووطأ أرضهم، وأغبش سماءهم، لن يختفي بهذه السهولة دون ردات وتوابع نفسية، تحتاج منا أن نكون على استعداد تام للقادم من جهة النوايا السيئة لهذا الوباء، علينا أن نهيئ أنفسنا لحماية شبابنا، وأطفالنا من الأبعاد النفسية التي ستترتب على الآثار التي سيلقيها هذا الوباء في طريق صغار البشر بالذات، هؤلاء الذين سوف يجدون أنفسهم في مغبة صور خيالية، وأجسام وهمية ستحوم من حولهم، وتزعج مقامهم، وتقلق حياتهم، وهو الأمر الطبيعي الذي يستوجب علينا مواجهته بصرامة وحزم، وذلك عن طريق التوعية الصحية، ونشر ثقافة ما بعد الأمراض الوبائية، وتوضيح الصورة المرضية وكيف يتم التخلص من تداعياتها، وكيف الاكتفاء بالمعلومة الصحية التي تسديها المؤسسة الصحية، والتي تولي اهتماماً بالغاً في هذا المجال.
نحن مطالبون جميعاً كأفراد ومؤسسات بأن نتكاتف، ونجتمع سوياً على بث الروح العالية، ورفع المعنويات لدى الناس، وترسيخ الثقة في نفوسهم، وعدم الوقوع في شرك الخدع البصرية وما تقذفه بعض الأفكار من خرافات، وأكاذيب لا تمت للواقع الصحي بصلة.
نحن أمام متطلبات واقع يستدعي أن نكون في ثبات، وأن نتقدم نحو المستقبل من دون رجفة أو خفة، نحن أمام هذا الواقع نحتاج إلى صحة شبابنا النفسية كما هي حاجتنا لهم وهم في صحة جسدية وعافية.
المستقبل يبشر بألف خير، ولكن هذه التباشير لن تكتمل دورتها إلا باكتمال الوعي لدينا بأهمية الاهتمام بالعامل النفسي، لأنه لا يقل شأناً بالنسبة لعامل الجسد فكلاهما رافدان لنهر واحد، وهو نهر العطاء في الميادين المختلفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصاب الجائحة عصاب الجائحة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates