بقلم : علي أبو الريش
قواتنا المسلحة، درعنا وحصننا وحضننا، وهي المكانة والرزانة والأمانة والصيانة وأيقونة ترسخ الثوابت الوطنية، وتؤكد أن النبع الصافي لا ينتج عنه إلا بستان ترفرف من خلاله أجنحة الحرية والسيادة الوطنية، وتنمو على أرضه أعشاب الحياة، وقد أثبتت هذه القوات، وبشهادة مختصين وباحثين في الشؤون العسكرية، أن قوة الإمارات أصبح يحسب لها ألف حساب لأنها في المواجهات الميدانية أصابت كبد الحقيقة، حين أبدى رجالها البطولة في ميادين القتال، هذه القوة نمت وترعرعت وتسامت وتسامقت وبسقت على أيدي، رجل كريم، حليم، في الشدائد هو الكليم، وفي السلم هو فوح النسيم، وأبناؤنا في الميدان لا يعطون من فراغ، وإنما من بواعث الحب والانتماء لوطن مد الأشرعة، فامتدت طموحات السفن لتعبر محيطات المجد بكل ثقة وثبات وصرامة وحسم وجد.
أبناؤنا في اليمن وفي كل مكان العضد والسند للشقيق والصديق، دفاعاً عن كرامة الإنسان وصيانة لشيم الأوطان، وردعاً لكل معتد أثيم، وكل مختال لئيم، والرجال لا تظهر معادنهم إلا في الملمات، وابن الإمارات الشفيف، العفيف، اللطيف، المنيف، أكدت التجارب الميدانية أنه الصنديد العنيد، العتيد، التليد، المجيد في الصد والرد، لا يخاف لومة لائم في كسر شوكة العدوان، ولا يهاب الموت حين يكون الموت من أجل الحياة، وحين تكون الحياة بلا جهاد فهي مسخ وعدم.
وكان لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرعيل الأول للقوات المسلحة، الإضاءة المثلى على مرايا الكون الإماراتي وأقماره التي شعشعت وبزغت فأنارت الطريق للآخرين من جيل أبطال اليوم، هذا اللقاء، أفصح عن جذور التلاحم بين القيادة وأعمدة الحماية والرعاية والعناية والوقاية، وهو اللقاء الذي يرسخ قاعدة انتماء الفرد إلى الكل وإحاطة الكل للفرد بكل ما تملكه المشاعر من نوازع الدفء والألفة والحنان.
وما يحدث في الإمارات من تداخل قطرات المطر لتصبح نهراً بسعة التضاريس، شيء يضرب به المثل، وشيء من نماذج الحضارات الاستثنائية الفريدة، كل ذلك يحصل لأن الإنسان في هذا البلد غيّر كل شيء في حياته، ولم يتغير هو، بل ظلت السجية ترتدي سندس العفة واستبرق العفوية، ظل الإنسان كطائر النورس لا يغيب عن سواحله حتى وإن اشتد وجيب أمواجها، لأن الحب هو النظرية الوحيدة التي يؤمن بها ابن الإمارات، والنبع قيادة وفية، النبل سجيتها، والنجابة طبيعتها، والأصالة فطرتها وجمال الروح نسيمها الذي يرقرق مدها ومداها، ابن الإمارات، في القوات المسلحة الجذل والعدل والبذل والسخاء بلا حدود، لأنه ينتمي إلى قيادة وضعت إمكانيات الوطن لأجل المواطن والوطن حتى صار الكل تحت السماء أشجاراً تظللها غيمة العطاء بلا حدود، فما أجمل أن يكون الإنسان في الوطن مثل الجنين في أحشاء مباركة.وشكراً للذين يحبون ولا يكرهون.