في العيد انطفأت عيون

في العيد انطفأت عيون

في العيد انطفأت عيون

 صوت الإمارات -

في العيد انطفأت عيون

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

في العيد.. انطفأت عيون، وصمتت شوارع، وتوارت بيوت خلف آهة العزلة الرهيبة. تسمع صوت من تحب من وراء أثير ادلهم، وعتم، وغام، وسقم، وتحطّمت ذبذباته تحت حشرجة حناجر كظمت أشواقاً، وفقدت أنساقاً، وتاهت بها السبل في السؤال عن حبيب، وصديق، ورفيق عمر.
في العيد ناخت ركاب الفرح، بعد أن عصفت الريح بالنفوس، والرؤوس، وتاقت أرواح إلى حلم كان بالأمس أزهى من وجه اللجين، وأعبق من وردة البرية، وأبهى من عيون الغزلان.
في العيد عجفت جباه الصغار، مكفهرّة، مغبرّة، قاتمة، مبهمة، غامضة مثل غيمة تهرطق في السماء، وتطوي عباءتها وجلاً، وتمضي بلا بلل.
في العيد ناحت حمامات الصباح، تسأل عن حبيب تولى وأدبر، وسكرت كؤوسه من فراغ المرحلة، وجاش بعويل، يدوزن حلمه الهارب بأنامل الترقب، وانتظار ما لا يأتي، لأن القماشة الزرقاء كتمت أنفاساً وهيّضت أحساساً، ولجمت شفة، تشرّدت الكلمات على ضفافها، وتشرذمت، وتحطّمت، وتزلزلت، وتخلخلت، وترهّلت، وفاضت برجيج وعجيج، وضجيج، وأصبحت كل الاحتمالات عند منطقة الأسئلة المجروحة.
في العيد جزّ الصمت عنق البوح، واستباح الوباء عقيدة التلاقي، والتساقي، وصارت الكلمات مثل عصافير مذعورة، وغادرت أعشاشها، إلى اللاشيء، وتصبح الأحلام مثل مزار وهمي يستلب الوعي، ويضيع قيمة الوجود للموجودين.
في العيد لم يعد للعباءة السوداء المزركشة بخيوط الذهب من معنى، ولا لزجاجة العطر من هدف، كما لم يكن للدشداشة البيضاء من سبيل سوى أنها تظل معلّقة على مشجب الإحباط إلى إشعار آخر، وكأنها شريحة سمك مجفف.
في العيد نسيت الجميلة كحلها، كما تجاهلت أساور البهرجة، وجلست على الأريكة، تبلّل عينيها بدمعة الحزن، بينما تكور البعل عند ناصية مقابلة، يتلمّظ فراغه، ويحتسي من جفاف الوقت وسرمديّة الحياة.
في العيد تحول في كل المناحي، والضواحي، وأجنحة الأفئدة تبدو مثل خفقات طائرات ورقية، تتخبّط في فضاء اللا معنى، بفجاجة، وعجاجة، والأشياء تمر مثل ذرات غبار في غرفة غير مسكونة.
في العيد تئن من شاب شعرها، أين الذي كانوا يملؤون الحيز بأصوات كالهديل، ووجوه ببريق الأقمار. في العيد طفقت تستطلع باب منزلها، متى يهلّ هلال من أحبت وعشقت عطر ثيابه، ولون شعاع الفرح في عينيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في العيد انطفأت عيون في العيد انطفأت عيون



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates