بقلم - علي ابو الريش
اثنان وعشرون مليوناً وستمئة متابع ينهلون من فيض ما تجود به قريحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رقم يفتح نافذة جلية مع شباب العالم، ويذهب بالتواصل نحو سحابات تطل بوجه البهجة، وتهل بوميض الفجر، ليبقى العالم دوماً في بياض النجوم الطالعات، ونصوع الشموس البازغات، ولمعة الأقمار المنبثقات من بين ضلوع السماوات.
هذا النزوع، وهذه الشموع رسالة حب يبعثها سموه لكل العشاق الذين أمسكوا بأشرعة الحياة متجهين نحو الفرح، ونحو أمنيات لا تشوبها غائضة كدر، ولا رابضة نكوص، إنها التغاريد التي تهيب بالعالم بأن ينهض، يغادر فراش الكسل، يقف عند نافذة البيت، ليرى كيف تقوم النحلة في بناء شمعة العذوبة، وكيف تفعل الفراشات متتبعة عطر الوردة، وكيف تفتح الزهرات ثغوراً لتتنفس عبقاً من شذا أفراحها، وعبير روحها الإلهية.
متابعون ينسجون خيالهم من سكب العبارات الزاهية، ومن مبهرات التداعي ما بين الجملة والجملة، وما بين الفكرة والفكرة، وما بين الإبداع، والإبداع، وما بين الإنجاز والإنجاز، حيث كلمات سموه تسبقها المشاريع اللافتة، وأفكاره تتلوها منجزات مدهشة، الأمر الذي يضع المتابعين ما بين السؤال الذي يتلوه الجواب، بكل حصافة، ولباقة، ولياقة وأناقة، لأن المتحدث يجيد سبك الكلمات، كما يجيد صناعة الأمل، كما يجيد رفع قامة المشاريع ما بين عشية وضحاها، ما بين رمشة جفن، وخفقتها، إنها القدرة الفائقة التي يحظى بها قادة هذا الوطن كما يتمتع بها شعبه الوفي، كما يتميز بها كل من وطأت قدماه على هذه الأرض، لأنها أرض ككتاب مفتوح، يتعلم من يتلاحم مع ترابها، حروف الحب أولاً وقبل كل شيء، لأنها أرض تفوح منها رائحة الحب، كما يفوح عبير الزهر في البساتين.
على حساب سموه الرسمي يتابعون ما تتفتق عنه القريحة، وكل ما تفضي به قصيدة العمل اليومي من نتاج فذ، وبليغ، ونابغ، يؤكد أن الإمارات هي دولة الإبداع، وهي موئل العطاء الدائم، وهي منزل الخدمة البلاغية السخية، وهي المكان الذي تنمو فيه أعشاب الفرح، ورفاهية الانتماء إلى الوجود، وبذخ الولاء للإنسانية من دون كلف، أو تكلف، إنها دولة العالم الساكنة في الإمارات، إنها العالم الرابض في وجدان دولة، أضحت هي المحيط، وهي الخيط الواصل ما بين الإنسان والإنسان، وما بين النجمة والغيمة، وما بين الوردة والجدول، وما بين الرمش والعين.
هذه هي الإمارات، هذا هو النسق المتجذر في الحلم والواقع، وفي الحقيقة والخيال، هذه هي الإمارات، بقعة الضوء في غرفة العالم.