الفراشة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 8 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الفراشة

الفراشة

 صوت الإمارات -

الفراشة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

عندما تصبح الطفولة فراشات، تصير أنت غصناً رطيباً، تحط علو أعطافك انثيالات زمن، يعد لك الومضة بعد غمضة، والوجه الوضيء، يذهب رمضاؤك، وتصبح الصحراء نجوداً، ترفل عشباً، وخصباً، وصخباً، ورطباً، وسهباً، ونخباً، وسحباً، ونجباً، وحسباً، ونسباً، وشهباً، تصبح الحياة نسقاً مترامياً في الوجود، يرتب أثاث القلب، ويهذب خصلات الروح، تصبح أنت في الأنام، نخلة وشعلة، وشمعة ولمعة، وصومعة تدار في حواشيك تأملات الورع، والصوم والجزع، تصبح أنت في الكون فكرة مجللة بالشفافية، وفلسفة تتجلى وهجاً، من وميض الأحلام الزاهية.
هذه فراشتي، الكامنة في تجاويف الروح وتلافيف الجسد، لم أسرج خيلاً، ولكني في الحب، أمتطي صهوة عرفاني لفراشة أيقظت في المعنى والدلالة، وأنبتت في داخلي شجرة الهوى، باسقة، سامقة، أفنانها من ضلوع وأوراقها من مضغة القلب، وعطرها من سفر الإشراقة الجبلية.
هذه فراشتي، علّمتني كيف تنمو الأشجار في الأرض الخصب، وكيف تزهو الأزهار على الغصن الرطب، وكيف تنشد الأطيار، عندما تكون للفراشات أجنحة من جود، وجوى، ويكون للوردة عطر من رضاب، وخضاب، ويكون للأحلام بريق من ثراء، ورخاء وبهاء العيون الناعسة.
هذه فراشتي التي منحت عمري، عمراً، وأينعت في دربي زهراً، وأيفعت في حياتي ثمراً، ومنحتني الإرادة في حب الحياة، وأهدتني من بوحها نعيم الازدهار.
هذه فراشتي، ومرفق ساعدي ومفصل عزيمتي، ومعصم إرادتي، كونتني قبل أن أكون، وبعد أن كنت، كانت هي الأبعاد في جهاتي الأربع، وكانت السمع والبصر، والإبهام والخنصر، وكانت الشدو، والشجو، وكانت العرفان والمعرفة، وكانت الفصل وكانت الرواية المدنفة، وكانت في زماني، أيقونة مسبوكة من حب، ومن لوعة جارفة، كانت في الأصل من ماء وليس دماً، ومن صلب الأنهار وترائب الأطيار، ومن حلم وقع ذات ليلة على عقل الوجود، لتصبح فراشتي، في الفرادة، استثناء، وثنايا، وسجايا، أصفى من الندى، وأنقى من عين الطير، لتصبح فراشتي، النهل والسهل، وعقيدة في الفصول، والأصول، وفي الحقول والسهول، وفي بؤرة السؤال الكبير، إنها من نسل الفراشات، فلا حقبة، ولا عقبة، ولا نحلة، ولا ملة، هي في الأصل كل هذه الأنساق، جاشت في الدنى حدقاً، واستمرأت في الوجود دفقاً، وأصبحت في الفؤاد بلورة، ومنارة، وأصبحت الإيثار والإثارة، وأصبحت البنان، والبيان، عندما تحدق بي أشعر أن للكون حدقاً، هي رموشه، وهي وشوشته التي تدوزن النشيد، وترتب أشجان القصيد.
أصبحت فراشتي، صهيل الخيول في حروبي، وضروبي، ودروبي، وسهوبي، وفي كل الحالات هي لي في الوجود، النفس، والنفيس، وهي المقلة، والقبلة، وهي الفاصلة وآخر السطر، وهي الجملة الفعلية، والاسمية، وهي العبارة المتسامية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفراشة الفراشة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 06:03 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"شارب" تعتزم إطلاق شاشات هواتف ذكية بتقنية 4K

GMT 20:33 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية رابعة الزيات تعود إلى الشاشة بفكرة برنامج جديد

GMT 03:18 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

"طاقة الإماراتية" تشتري من شركة فرنسية 50% في مزرعة رياح

GMT 17:47 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

جالطة سراي التركي يعلن التعاقد مع توران

GMT 23:23 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

انطلاق فضائية "مصر قرآن كريم" بتلاوات نادرة

GMT 14:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

سلطان بن خليفة يحضر أفراح البلوشي والحمادي وبيشوه

GMT 12:18 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

أمل كلوني تلفت الأنظار بثوب أبيض حريري

GMT 00:27 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

انكسار "الترمومتر الزئبقي" قد يؤدي إلى الموت

GMT 08:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يسعى للاستثمار ببيع اللاعب رافينيا

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

نور الشريف

GMT 09:50 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

"منارات زايد" تنشر العلم في مختلف أنحاء العالم

GMT 07:04 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"طيران الإمارات" تزيد عدد رحلاتها إلى أورلاندو

GMT 08:45 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

أجمل ألوان البيج الرائعة لموسم خريف 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates