أبوظبي سياحة بمذاق ثقافي

أبوظبي سياحة بمذاق ثقافي

أبوظبي سياحة بمذاق ثقافي

 صوت الإمارات -

أبوظبي سياحة بمذاق ثقافي

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

وأنت تقرأ، وأنت ترى، يصبح المشهد أمامك، وكأنك أمام عرض كرنفالي بهيج، تؤم المكان رقصة أشبه بالترتيل، وأغنية تطال عنان السماء، تشدو بها العاصمة أبوظبي بتناغم مع عالم أصبحت نوافذه مفتوحة على الفضاء، ويفيض بأحلام الطير، ورفرفة الأجنحة عندما يكون المطر مثل دقات الأصابع على الدف. 
اليوم عندما تقوم بجولة في الوطن، تجد السائح من كل حدب وصوب قد أم المدينة الزاهرة، وجال في المكان منتشياً بما تجود به المتاحف التاريخية والمتنزهات العريقة، والشواطئ الساهرة على إسعاد الناس، والمناطق الأثرية التي تستدعي التاريخ بأناة وهدوء، وتقرأ في التفاصيل، وما بين السطور، وتقدم شرحاً وافياً عن ذلك الإنسان الذي كان هنا في ذات يوم ثم رحل، ليدع المآثر تحكي قصة بطولات، وشهامة، ونجابة، كما سوف تجد أيضاً المرافق الترفيهية بمواصفات عالمية فذة، وأشجار القرم حارسة الأمل، ولا يخلو مكان في المدينة من نشاط ثقافي، بدءاً من الأمسيات، والمحاضرات، والمؤتمرات، والندوات، وعلى الرغم من ظروف الجائحة، إلا أن الجسد النابض بالحياة، والزاخر بالحب تزهو حلقاته بحراك مثير، وأثير يجعل من هذه المدينة قلباً يخصب الزمن بمزيد من الهفهفة، والتي تعمل على بث الفرح في النفوس، وبعث الحيوية في المزاج.
حضارة الأمم لا تقاس بما تحتضنه من قوة مادية بقدر ما يكون المعيار ثقافياً صرفاً. 
وتعيش الإمارات اليوم عصراً زاهياً بنشاط جيل شبابي يعمل على وضع مواهبه في خدمة الوطن، وازدهاره، الأمر الذي يجعل من الوميض الثقافي كما هو البارق اللامع الذي من خلاله يبرز الغيث، وتنعم الأرض بالبلل، وتنتعش خواطر الزرع بالسقيا.
الإمارات اليوم، وهي تسير في قوارع الزمن، كأنها الفراشة بين أكمام الزهور، كأنها المحيط في وعيه الوجودي، يدفع بسفن السفر باتجاه الأفق، هناك حيث المكانة، والرزانة، وهناك حيث يكمن الطموح، ويعلو كعب الأمنيات، وهناك حيث تستمر الأحداق متألقة، مشتاقة لأن يستمر الصباح من دون غشاوة، وتصعد الشمس المنيرة سلم الكون بجدارة طبيعتها، وقدرة جبلتها.
الإمارات وهي تتمشى على سجادة الفرح، تبدو في الحياة مثل الشجرة العملاقة، لا تؤرقها ريح، ولا يقلقها تبريح، لأنها اتخذت القرار الوجودي، بصرامة الشجعان، وحزم الفرسان، وسماء الله تحرسها، وتسدد خطاها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوظبي سياحة بمذاق ثقافي أبوظبي سياحة بمذاق ثقافي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates