الحب في زمن كورونا «4»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 8 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحب في زمن كورونا «4»

الحب في زمن كورونا «4»

 صوت الإمارات -

الحب في زمن كورونا «4»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

مدّ البصر فالتمعت له عينا طفلته الصغيرة، مثل لؤلؤتين في قاع سحيق، وعندما كحّت الصغيرة ارتجف قلبه، وارتعدت فرائصه، وكانت زوجته تلبد بجوار سرير طفلتها كقطة واهنة، ولما استعجل زوجته بأن يصطحب الطفلة إلى المستشفى، راغت رغبته بجفول قائلة: لا تتعجل الأمر، إنها تعاني من لحمية الأنف منذ زمن، وهذا ما يسبب لها الاحتقان، والأذى في الصدر.
انتابه شعور بتأنيب الضمير، وساوره الخوف، وأمسك بفنجان القهوة، الذي صار يقلبه كقارئ البخت، وعيناه منصوبتان نحو وجه الطفلة التي ذبلت، وأطلّت عليه بنظرات عتب اختفت خلف بريق طفولي، انسل إلى قلبه، كأنه وميض البرق، في ليلة شتوية عاصفة، قالت له الزوجة: «منذ زمن»، وتساءل في نفسه: منذ متى بالتحديد، وكيف كانت الصغيرة تصرخ في الليل من ضيق التنفس؟ ويسكتها بزجر، ونهر، ثم يغادر سريره عندما لا يكف شخيرها عن الهذيان، وينام قرير العين هانئاً في مكان ما من المنزل، على أريكة منزوية خلف جدار هامد، مثل بحر انحسر عن سواحله.
فكّر في الأمر ملياً في اليوم التالي، عندما تلقى مكالمة من صديق، يدعوه لسهرة باذخة، وراح يقلب الأمور، ويتقلب على خاصرة الأريكة التي أسند ظهره عليها، وأدار مفتاح التلفاز لعلّه ينشغل بمشهد تلفزيوني، وينسى الإغراءات التي بثها الصديق كطعم يستدرجه به، وينأى به عن عيني صغيرته.
حاول أن يحيد الضمير، لكي يلقي سلاح التأنيب، ويتخلى عن توبيخه، ولكن عينا الصغيرة كانت تلاحقه، وتسلّط عليه أضواء مشعّة، إلى درجة أنه ضجر، وصار يتمتم بصوت خافت لم تفهم الزوجة ما كان يرمي إليه، وعندما فكّرت الاستدلال على معنى ما ذهبت به تمتماته، اعتدل في جلسته، ونظر إلى الزوجة بعينين شاخصتين، وأناخت الزوجة بعير أسئلتها، واكتفت بالصمت، كما كانت تلوذ إليه في أيامه الخوالي.
اكتظ الرجل بمشاعر الإقدام، والإحجام، وما بينهما صار يلعق ريقه الناشف، ويسدّد نظراته الحانقة نحو الزوجة، والتي انبرت تؤيد رغبته في مغادرة البيت، مفضّلة ذلك على بقائه كالمحكوم عليه بالإعدام.
جالت في خاطره أفكار وصور، ومشاهد مزرية، وأحس أن العالم يهوي إلى حفرة سوداء، بينما التأم شأن الزوجة على قناعة أنه ما من عادة تكسر، إلا بإرادة صلبة، وعزيمة قوية.
عندما أقدمت الطفلة نحوه، تخفق بمشاعر الحب، ورمت جسدها الضئيل في حضنه، شعر الرجل بأنفاسها تتدفق من فمها الصغير، مثل نسيم ينساب من بين خميلة مترفة بالعفوية، اشتد وجيب قلبه، واستيقظت نوازع قديمة، كانت تدق أطراف القلب، ويتمنى أن تنجب له الزوجة فلذة تضيء له غرفة قلبه بلؤلؤتين، كهاتين اللتين تتوسطان وجه هذه الصغيرة، بعدها قرر ألا يفارق سريره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب في زمن كورونا «4» الحب في زمن كورونا «4»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 06:03 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"شارب" تعتزم إطلاق شاشات هواتف ذكية بتقنية 4K

GMT 20:33 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية رابعة الزيات تعود إلى الشاشة بفكرة برنامج جديد

GMT 03:18 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

"طاقة الإماراتية" تشتري من شركة فرنسية 50% في مزرعة رياح

GMT 17:47 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

جالطة سراي التركي يعلن التعاقد مع توران

GMT 23:23 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

انطلاق فضائية "مصر قرآن كريم" بتلاوات نادرة

GMT 14:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

سلطان بن خليفة يحضر أفراح البلوشي والحمادي وبيشوه

GMT 12:18 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

أمل كلوني تلفت الأنظار بثوب أبيض حريري

GMT 00:27 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

انكسار "الترمومتر الزئبقي" قد يؤدي إلى الموت

GMT 08:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يسعى للاستثمار ببيع اللاعب رافينيا

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

نور الشريف

GMT 09:50 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

"منارات زايد" تنشر العلم في مختلف أنحاء العالم

GMT 07:04 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"طيران الإمارات" تزيد عدد رحلاتها إلى أورلاندو

GMT 08:45 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

أجمل ألوان البيج الرائعة لموسم خريف 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates