تفكيك عقدة التاريخ

تفكيك عقدة التاريخ

تفكيك عقدة التاريخ

 صوت الإمارات -

تفكيك عقدة التاريخ

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

التاريخ كائن مخاتل، ومزدوج في حوارية زمانية لا نهاية لها إلا بنهاية الفكر، والفكر طاحونة هواء لا تتوقف إلا بتوقف الهواء، وهواء الفكر هي هذه الصور الخيالية، والموضوعية التي تنفصل أحياناً، وتتشابك في أحيان أخرى، ونحن بين الخيالية والموضوعية، كأجنحة ترفرف في فضاء مضطرب، وحتى يتخلص التاريخ من عقده، يحتاج إلى وثبات تتجاوز حدود العثرات، وهذه تحتاج إلى فرسان حياة، ووجود، لديهم الفراسة، والقدرة الفائقة على تحدي الرواسب، ومقارعة التراكمات، وكسر «جوزة الهند» للوصول إلى الرحيق الأبيض صافي المذاق.
في الإمارات، هناك نزعة فكرية باتت واضحة، وجلية أمام العين، هذا التفتق منبثق من وعي ذاتي، محمول على أكتاف وعي جماعي، فالإمارات منذ البدء، وهي تصبو إلى واقع غير الواقع الرابض تحت كمية هائلة من غبار السنين، الإمارات لديها من الحزم المعرفية التاريخية، ما يؤهلها لأن تستمر في الوثبات، وأن تمضي في قيادة المرحلة بكل ثقة وثبات، ومهما تبدت في الطرق من بعض الحصى وأكوام الرمل، إلا أن عربة الإمارات لديها من الفطنة ما يجعلها تمضي بقوة، وصرامة وحزم وجزم باتجاه المستقبل من دون ترهل أو تعلل، فالعقل صافٍ، والقريحة تمتلك من المبدعات ما يسهل طريقها لشق عباب البحر والسير بطمأنينة وأمان. الإمارات منذ البدء أعلنت أنها مع الوجود نجمة تضيء سماء الآخرين، وأنها مع الآخرين تسدد خطى وفاقها، واتساقها، ومع المجموع الإنساني مؤمنة بأنه لا سبيل لمكافحة تشققات القماشة العالمية إلا باتخاذ التواصل مع الآخر منهجاً وحياة، ومن يعترض هذا السبيل إنما هو كائن أعمى لا يرى أبعد من أخمص القدم.
التاريخ قذف علينا الكثير من النفايات، وهذه النفايات أصبحت كأداء في نظر الكثيرين، ولكن عندما تفكر في تفكيك هذه الشبكة العنكبوتية، تشعر بأن الكثير من مفاهيم التاريخ وأفكاره، ليست أكثر من خرافة، وقد وافقها الإنسان القديم، لفقره إلى الوعي، ولكن اليوم لم يعد مجالاً لضيق الوعي، فقنوات الاتصال مع الآخر أصبحت شاشة ملونة، ومن غير تشويش، الأمر الذي يجعل الانتصار على العقد التاريخية أسهل من القضاء على حشرة صغيرة تلوب في قاع فنجان. بالإرادة استطاعت الإمارات كسر «جوزة الهند»، والانتقال من أبجدية التأمل إلى قافية دوزنة الفكر، ومن ثم تحقيق الأمل، وإنجاز الفكرة المنشودة، هي تجاوز العقد، والدخول في البحر بقلب تسنده نياط لم يعبث بها زمن التردد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفكيك عقدة التاريخ تفكيك عقدة التاريخ



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates