الحب في زمن كورونا «3»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 8 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحب في زمن كورونا «3»

الحب في زمن كورونا «3»

 صوت الإمارات -

الحب في زمن كورونا «3»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

اكتسبت وقتاً طويلاً حتى تفتح عينيها على العالم وترى الوجود كما هو. توقفت عند مفصل الشارع المؤدي إلى السوق الكبير، ونظرت إلى حشد من الكمامات والقفازات التي تملأ وجوهاً بدت أشبه بالأشباح أو الكائنات الفضائية، اقشعرت فرائصها وهي تتأمل المشهد، وكأنها عابر سبيل مر بمضارب قوم تبعثرت نياقهم إثر عصف، ونسف.

تمرّغت المرأة بحوض أفكار كسيوف جاهلية، حاولت أن تدرأ عن نفسها خطر المثول أمام حشرجة المكان، ولكن عندما تتعثر بالصور الجاهمة، تنتابها أعاصير المباغتة، فتنكص إلى مراحل طفولية، وتفتح صفحات كتاب «مزنجل» بعبارات مدهشة، وجمل شعرية يهش لها القلب، ويبش.

عندما دخلت المحل التجاري الفخم، كان خاوياً، كان يلملم أشياءه الصغيرة، وتفاصيل أحلام كانت زاهية بجلال ما رتعت به غزلان الحياة من عشب العطاء الذي ما كان له أن يذبل لولا حدوث ما حدث.

في محل بيع الإكسسوارات، مرّرت أناملها الرقيقة على سوار من ماركة عالمية فارهة، ونظرت إلى البائع الذي ترقب طلبها بشغف التجار الذين ألمّت بهم جائحة الانحسار المريع.

بعد برهة من تقليب المشاعر بين هذه القلادة وذاك القرط وهذا السوار، استقر رأيها على نوعية حركت لب الفؤاد، واستدعت لحظة من لحظات العمر، كانت تقوم بالتجوال بين هذا المحل وذاك من قطع أنفاس تحت وطأة قماشة باتت مثل صبغة الجدران المقشرة أو قفاز جثم على اليدين، فأخفى إبداع الخالق في خلقه.

خرجت من المحل، وغذت السير إلى رواق دلها على محل لبيع الأقمشة، كانت المرأة وجلة، ويجفل قلبها كلما اصطدمت بوجه مقنع، وأصبحت كأنها تجوس في غابة، ويطاردها شبح الخوف، فكّرت بالهروب، فكّرت بالفرار، لأن الحلم الأبيض، غشّته غلالة قاتمة، هيّضت فيه أجنحة التحليق من دون رجفة أو رعشة، من دون وجل أو ضجر، فهذا الصباح الـ «كوروني» لا يبدو عليه أنه سينجلي، طالما بقيت الأجساد تتلاطم مثل الأمواج، وصارت رغبات التمرد على الحقيقة مطلقة اليدين.

عند مفترق طرق، لمحت صورة المطعم الذي طالما ارتادته بمشاعر مفتوحة على العالم، وكان رفيق الدرب يتأبط ذراعها ويأخذها إلى هذا المكان الشاعري، ويجلسان معاً متقابلين، كانت عيناه تشع بوميض حلم بهي، وكلماته تفيض بالعذوبة.

اشتاقت إلى زمن، وضجرت من زمن، فضمر قلبها حتى أصبح كقطة مريضة، فأسرعت خطواتها، خافقة بألم مبرح، مزّق صدرها، وهي تنظر إلى الباب الزجاجي وقد علقت عليه لافتة كتب عليها، مغلق حتى إشعار آخر.

رائحة المشاوي اختفت كما تختفي النجوم تحت قماشة سحابة داكنة، ومشهد الناس الذين كانوا يدخلون ويخرجون، قد توارى خلف حجب الفراغ المبهم. المكان أصبح جزيرة مهجورة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب في زمن كورونا «3» الحب في زمن كورونا «3»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 06:03 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"شارب" تعتزم إطلاق شاشات هواتف ذكية بتقنية 4K

GMT 20:33 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية رابعة الزيات تعود إلى الشاشة بفكرة برنامج جديد

GMT 03:18 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

"طاقة الإماراتية" تشتري من شركة فرنسية 50% في مزرعة رياح

GMT 17:47 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

جالطة سراي التركي يعلن التعاقد مع توران

GMT 23:23 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

انطلاق فضائية "مصر قرآن كريم" بتلاوات نادرة

GMT 14:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

سلطان بن خليفة يحضر أفراح البلوشي والحمادي وبيشوه

GMT 12:18 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

أمل كلوني تلفت الأنظار بثوب أبيض حريري

GMT 00:27 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

انكسار "الترمومتر الزئبقي" قد يؤدي إلى الموت

GMT 08:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يسعى للاستثمار ببيع اللاعب رافينيا

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

نور الشريف

GMT 09:50 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

"منارات زايد" تنشر العلم في مختلف أنحاء العالم

GMT 07:04 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"طيران الإمارات" تزيد عدد رحلاتها إلى أورلاندو

GMT 08:45 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

أجمل ألوان البيج الرائعة لموسم خريف 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates