كيف نرى العالم في بيت الكورونا

كيف نرى العالم في بيت الكورونا؟

كيف نرى العالم في بيت الكورونا؟

 صوت الإمارات -

كيف نرى العالم في بيت الكورونا

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

في البداية كانت وعكة صحية في أقصى الشرق لم يشعر بها أحد، مجرد صداع كان العالم يعتقد أنه سيزول لمجرد حبة بنادول، وينتهي الأمر، وتعود الآلة الكونية تدير متاريسها، وتصخب وتحطب في صحراء الأرض، وتحت سماء مضاءة بقناديل الفرح المادي الرهيب.

ولكن بعد حين، استيقظت الحضارة على هزة أرضية عنيفة هبت ورجت وكزت ومجت وحزت وأشعلت في قلب العالم نيراناً وأشجاناً وأحزاناً كيف لا، والعالم غادر بؤس الأمراض المعدية منذ زمن الحرب العالمية الثانية، وانتصر على أعتى الأوبئة، وحقق ذاته من خلال تربعه على عرش الصحة، كما ادعى وزعم.
اليوم، وقد برزت الحقيقة، وأصبح من العسير أن يقول أحد أو تتبجح دولة، وتقول أنا، لأن هذا الوباء خرج من شرنقة وعيه الذاتي ليحرر الناس أجمعين من عقدة الأنا التي أصبحت بقدرة قادر، مثل السمكة التي ألقيت على الرمل، لكنها لم تزل تعتقد أنها تسبح في البحر.
في عرض البحر الوبائي الهائج، تحولت الصين من موطن للوباء «كما أشيع لها» إلى بؤرة تحرر منه، بل وتصدير، ما يحتاجه الغير لتفادي المزيد من آلة الفناء الوبائي.
كما أن الاتحاد العظيم الذي حاولت الاقتداء به الكثير من العوالم، كشف عن وباء أشد وطأة من الكورونا، ألا وهو تضخم الأنا، والنزوع إلى الأنوية والعزلة والفرار إلى حيث يكمن الخوف من الآخر.
إذاً نحن أمام حالة كورونية تؤسس لعالم يستعيد ذاكرة الماضي ويتحلل كلياً من قميص الحاضر، بل ينزع عنه معطف التلاحم ليصبح الكون مجرد غيوم متناثرة تغطي شعاع الشمس ولا تمطر.
هذا يعيدنا إلى عبارة سقراط العظيمة، «اعرف نفسك» ويدعنا نفكر كيف هرع العالم ساعة البعث الكورونوي إلى الذات المنغلقة، وكيف تقوقع لمجرد إحساس بالخطر، والذي كان من الأولى أن يدفع هذا الخطر الناس إلى المزيد من التعاون، وليس الفرقة.
ولكن هذا ما حدث ولم يكن مستغرباً لدى الذين سبروا غور العلاقات البشرية والتي قامت في الأساس على مبدأ، «أنا ومن بعدي الشيطان»، وهنا تصدق عبارة فرويد «في داخل الحضارة، يكمن شيء من إنسان الغاب» الأمر الذي يجعل من الصحوة مستحيلة، ما لم نستعد الوعي، كما ونؤمن بحق بأن الوجود واحد، وما يلحق بشخص، أو بدولة هو لا بد وأن يصيب الكل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نرى العالم في بيت الكورونا كيف نرى العالم في بيت الكورونا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates