نحو مشروع ثقافي بنيوي فاعل وهام 2

نحو مشروع ثقافي بنيوي فاعل وهام (2)

نحو مشروع ثقافي بنيوي فاعل وهام (2)

 صوت الإمارات -

نحو مشروع ثقافي بنيوي فاعل وهام 2

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

وحتى يتحقق لنا ذلك نتمنى أن تتشارك كل الجهود، وكل المؤسسات المعنية من أهلية ورسمية، لتكتمل الدائرة، وليصبح قطرها يستند إلى محيط سميك، وقوي، ومتقن البناء.
ثقافتنا بحاجة إلى تلاحم جهود الجميع، لنخرج بمنتج ثقافي حقيقي وفاعل، ويجب أن يكون الهم الثقافي لدى المثقفين، والمبدعين هماً وطنياً بحتاً، يطاول السماء ويكون درعاً حصيناً، لمنجزات الوطن، وحضناً دافئاً، يحمي المنجز الحضاري لبلادنا، وهذا لن يتحقق إلا بالانتخاب الطبيعي والانتقاء الواقعي لقدرات تستطيع أن تتحمل المسؤولية، ولكن دون تنظير أو تأطير، فقط بالصدق، والعفوية، وفطرة الإنسان العاشق للإنسانية ومن دون التوقف عند الجغرافيا، أو طرح الأسئلة حول مسلمات، وبديهيات، وأولها هو أن البشر بحاجة إلى الأعداد لمستقبل يخرج الناس فيه من شرنقة التمحور حول الذات، والذهاب إلى العالم من دون أفكار مسبقة، ومن دون معاطف تاريخية رثة، ومن دون وجوه مقنعة بغبار حضارات ازدهرت في غفلة من الزمن ثم أفلتت، وتلاشت، وأصبحت أحفورة من أحافير الزمن.
نحن أبناء أمة لو انتقينا من تاريخنا ما يضيء، لاستطعنا أن نبهر العالم، وتمكنا من التواصل مع البحار الخمسة من دون تأشيرة دخول، ومن دون أسئلة تفصيلية تمنع من التداخل.، نحن لنا التاريخ كما للآخر تاريخ، ولو استطعنا أن ندخل في العالم من أوسع وحدة للوجود، لأصبح العالم بين يدينا، ثقافة مشمولة بالتصافي، والتعافي ومن دون غمة أو سقمة.
نحتاج إلى هذا المشروع الثقافي الذي أعلنت عنه القيادة الرشيدة، كاحتياجنا إلى الماء والهواء، والإمارات صاحبة الإنجازات المذهلة، كفيلة بأن تصنع ثقافتها من طين المحبة، وعشب الانغماس في عجين الآخر، الإمارات جديرة بأن تصنع واقعاً ثقافياً يظهر مدى قوة المعنى في حضارتنا، ويبرز أثر هذه الحضارة في مجموع الحضارات الأخرى، لأننا نملك الوعاء الذي نحمل به ثقافتنا، ونملك الأداة التي تنقي ما نحمله، وما نريد أن نتواصل من خلاله مع الآخر، والذي هو بؤرة العين، ومقلتها، ووميضها، وبياضها، وبريق حدقتها.
عندما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتطوير قطاع الثقافة، فهو الشاعر الذي يجس نبض الكلمة، وهو المفكر الذي يتقصى أثر الفكرة لتصبح شجرة وارفة الظلال، تتفيأ بظلالها النفوس، والرؤوس. فشكراً للذين يضيئون طريقنا بمصابيح الأحلام الزاهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو مشروع ثقافي بنيوي فاعل وهام 2 نحو مشروع ثقافي بنيوي فاعل وهام 2



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates