بقلم : علي أبو الريش
في الصباح الباكر وقبل أن يصحو النهار تجد هؤلاء الجنود المجهولين يصطفون أمام الأبواب المشرعة، في انتظار الأبناء يحتفون بهم بابتسامات مشرقة كإشراقة الشمس الإماراتية المضاءة بمصابيح الحب والسعادة.. مديرو مدارس مع هيئات التدريس يقفون متأبطين الآمال العريضة، ممتشقين أحلام الصغار يزخرفونها بألوان العلم الإماراتي وبتضاريس الأرض الطيبة وفرادة القيادة الرشيدة، هؤلاء المديرون هم فرسان اللحظة، هم وشوشة موجات بحر الخليج العربي لسواحل النهوض الصباحية، هم تغاريد النوارس البيضاء عند شغاف الفضاءات الرحيبة، هم قادة القلم والقرطاس والنون والفنون وشجون الناس وشؤون طلاب العلم، ومن في عيونهم بريق الفرح وشعاع البهجة.
مديرو المدارس الذين خلفوا وراءهم كسل الليل وجاؤوا صباحاً يصافحون نداوة الفجر برموش بللها يوم الأمل بنهار يصير فيه التلاميذ عصافير الأعشاش المبهرة وأغصان الأشجار المزدهرة باخضرار لا تخبو ألوانه ولا تشحب وأمواج تعانق صفحات التألق مؤمنة بأن العلم نجمة السماء وغيمة الرخاء وشيمة النبلاء وقيمة النجباء ونخوة البلغاء وصبوة الجياد الذاهبة إلى الأفق بسنابل لا تعثرها عقبات ولا تبعثرها كبوات.. هؤلاء المديرون النابغون الذين وضعوا الوطن في المقلة، وحيوا طلاب العلم بكف وأنملة، هؤلاء يحتاجهم الوطن، يحتاجهم الطالب، وهم في مرحلة النسق والشفق والأفق والحدق، هم الرجاء والرخاء والثراء والسواء والماء والهواء هم الرئة التي تنفخ في الصدور أوكسجين الحياة وترتفع الهامات بجهودهم وترتقي قاماتنا بجدهم وينهض الوطن بسهرهم وكدهم وعرقهم.
هؤلاء المديرون، قدوتنا ومدرستنا وقاموسنا ووحينا وبوحنا وعراقتنا ونهضتنا وصولتنا ونخلتنا التي منها تترافد عناقيد الهوى وتتحلى القصائد ببريق العصمة والحشمة والملحمة.. هؤلاء المديرون في التاريخ أول الفتح، وفي الجغرافيا بوح وصدح، هم معرفتنا التي منها ننهل ونستهل حياتنا، في «اقرأ»، وهم المكانة والرزانة والصيانة والأمانة، هم دوحة من السامقات الباسقات، اليافعات، اليانعات، الفارعات، رافعات العلم الأشهب عند قامة النجمة وشفة الغيمة، هؤلاء المديرون الذين يجب أن يعرفوا بالتبجيل لأنهم رسل العلم والسلام والمحبة والوئام، هم الأساس في الوطن، هم الرأس إذا شاخت الجهات والشجن.