ما الضمير
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

ما الضمير؟

ما الضمير؟

 صوت الإمارات -

ما الضمير

بقلم - علي ابو الريش

نتحدَّث عن الضمير، في كل مواقعنا، وظروفنا، وتصرفاتنا، في خلافنا، وفي اتفاقنا، في حزننا، وفي فرحنا، فهو الحاضر الغائب، المتدفق مثل الهواء نحسه ولا نراه، هو السائل بلا لون كالماء، هو المتجمد والمتغير، هو المناهض والمسالم، هو الساكن والمتحرك، يتسمى باسمه المتدين والعلماني، الكبير والصغير، الغني والفقير، هو في كل عقيدة، ومبدأ يكون في صلب الحقيقة البشرية، يكون في خلايا التفكير، أينما حل وارتحل، وأينما انطلق.

ولكن ما هو هذا الضمير الساحر المتشعب الراصد لسلوكنا، المراقب لكل دفقة من دفقات قلوبنا؟. أطلق عليه الأنا، وفي بعض الأحيان يسمى الوعي، المسلم يخاطب الناس باسم الضمير، والمسيحي كذلك، الطوائف، والملل، والنحل، والإثنيات، والعرقيات، كل هذه الطرائق، تذهب إلى الحياة باسم الضمير، ولكن نسأل مرة أخرى ما هو هذا الضمير، الذي يظهر في العالم مثل الكائن الخارق، الطارق، والمتحذلق، والمتفق واللا متفق، مع أو ضد، في الـ«النعم، واللا».

الضمير يبدأ في النخر، أو الوخز، وينتهي في التأنيب أو التأييد، ولكن هو في كل الحالات، يبقى الكائن الخفي الكامن في معطف الذات من غير هوية واضحة، هو لم يكشف عن وجهه إلا من خلال تأثيره في سلوكنا، سواء كان سلباً أو إيجاباً.

إذن ما الضمير؟ هو مفهوم هيولي غير مرئي، ملقى في الذات، يعمل على تفسير الأحداث، وتصنيفها، وأرشفتها، وتوضيبها في الذات، ثم إصدار الحكم النهائي، هو قاضٍ، ومدبر للسلوك، هو شرطي المرور الذي يستوقفك عندما تقود العربة، و«إنترفيرون» حالة تهور، وهو نفسه الذي يحرضك على السرعة الفائقة كي تصل إلى المكان الذي تريده، قبل غيرك، هو يفسح لك الطريق لتحقيق الأهداف، وهو أيضاً الذي يحذرك من خطورة ما تقوم به، هو الذي يقول لك هذا الصديق وفي فاتبع خطاه، وهو الذي يُعاتبك في طريقة اتخاذ الأصدقاء، هو الذي يقول لك أنت مذنب، وهو الذي يعلن براءتك، ويسوق المبررات لتحقيق ذلك.

الضمير مكان في اللا مكان، يسكنك، ويغادرك، يلاقيك في كل مكان، ويهجرك في أي مكان يشاء، هو لا تعرف له ديانة، ولا مبدأ، وهو الذي يسن كل المبادئ على اختلاف ألوانها، وأشكالها.

الضمير يملكه كل إنسان، وكل فرد منا يتحدث باسم الضمير، ولا فرق بين المجرم والتقي، لا فرق ببن المذنب والبريء، لأن الضمير يتحدث كل اللغات، ويتشكل حسب ما ترتضيه ظروف الأشخاص.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الضمير ما الضمير



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 16:30 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

طحنون بن محمد يواصل استقبال المهنئين بعيد الفطر

GMT 00:12 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

«بيت النخيل»

GMT 23:37 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

فشل الارهاب و سقوط الاقنعة

GMT 22:41 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

عبد العزيز هيكل يوضح سبب إشارته إلى "النجمتين"

GMT 13:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

ميشيل أوباما تحثّ ماركل على التكيف مع حياتها الجديدة

GMT 21:01 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ محمد بن راشد يعزّي في وفاة سالم المهيري

GMT 21:55 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم منتخب بيرو يستعدون لمواجهة الإكوادور وكوستاريكا وديًا

GMT 18:23 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"مصر المعاصرة" في معرض فوتوغرافي تنظمه الجامعة الأمريكية

GMT 23:55 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على تكلفة رحلة سياحية إلى الفضاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates