بقلم - علي ابو الريش
أي أمة من الأمم لابد وأن تصاب بالصدمة جراء مواجهتها وباء يتفشى في ثغور العالم مثل النار في الهشيم، فلأننا بشر فنحن معرضون لمثل هذه الرجات، والهزات، الأمر الذي يستدعي الوقوع دائماً تحت الشمس لنروغ عن أنفسنا كل ما يغبش، وكل ما يحيق بالوجدان من ضرر.
هذا ما قامت به حكومة الإمارات منذ بدء انتشار الجائحة في العالم، فالمؤسسة الصحية كانت في درس يومي، تقدمه بوضوح وشفافية لأجل أن تتضح الصورة، ولأجل أن تكتمل حلقة الوعي لدى الناس جميعاً حول ما يحدث من حولهم. كانت الإشارات الإعلامية صريحة إلى درجة السيولة ولم تتوقف هذه الانثيالات، ولم يجف جدول العطاء الإعلامي، ولم يكف القائمون على هذه العملة عن الالتصاق بالناس، ومجاورتهم، ومحاورتهم، ولكن البعض لم يرق له هذا النهج، فاختلق له منوالاً يناسب طبيعته، وتطلعاته، ورغباته، وأهوائه، فبدأ في محاكاة نفسه الأمارة، وصار يمشي على الأرض بلا هون، ولا عون من إرادة واعية، فخالف المعروف ليذهب إلى المجهول، وساورته طبيعته الهشة في أن يختلق واقعاً غير الواقع، وان يسبر حدوداً خارج حدود الحقيقة، وأقرب وسيلة إلى نفسه في المخالفة هي انتقاء الكذب، والاحتيال على الواقع، وهي خصلة من ليس لديه قدرة على الالتزام بالقوانين، والمبادئ الأساسية لإقامة علاقة صحية مع الواقع. ولكن في ظل وجود قوانين صارمة، اتخذتها المؤسسة الصحية، تفشل كل الخطط، الداعية إلى زعزعة الوجدان، ونشر الفزع، وإثارة الخوف، وعدم الثقة بالواقع.
نحن حقاً محظوظون بهذه المعطيات الحكومية الناصعة، والرائعة، والتي تدحض كل محاولة يراد بها باطل، وتفشل كل حركة الهدف منها تحقيق نجاحات وهمية، ولذلك فإن محاولة فرض الخديعة على وسائلنا الإعلامية ستبوء بالفشل مهما علا منسوبها المائي الضحل، ومهما اخترع أصحابها من أدوات لتمرير الكذب، وتهريبه وتسريبه إلى مشاعر الناس، لأننا واثقون من أن لدينا مجسات دقيقة، وراقية تستطيع أن تكشف هذا التزوير الذي لامس الحقائق، ولديها من الكوادر الوطنية ما لديها من ذكاء ثاقب، ولامع، يستطيع أن يفسد كل ما يؤدي إلى عرقلة القافلة المباركة، والله يحمي بلادنا من كل وشاء بنميم، ومن كل معتدٍ أثيم.
نحن واثقون من هذه العقول التي أوصلتنا إلى الفضاء، والتي أنجزت مشروعات مذهلة، أدهشت العالم، حتى أصبحت الإمارات فخر الحضارة الحديثة.