مونترو تتلفع بوشاح عربي

مونترو تتلفع بوشاح عربي

مونترو تتلفع بوشاح عربي

 صوت الإمارات -

مونترو تتلفع بوشاح عربي

بقلم : علي أبو الريش

في مدينة مونترو الشارع المطل على بحيرة جيفينو، يرفرف بالوشاح العربي، وهناك يتناثر البخور، والكلام المنعم بلغة الضاد.

سير على الرصيف المزخرف بالورد، وكأنك تمشي على شارع القرم، فلا شيء يعرقلك عن رائحة الإمارات، والوجوه التي تصادفها هي نفس الوجوه، هي نفس السحنات السمحة، تهديك السلام من طرف خفي، وتمنحك الراحة، وتسعدك كلما خطوت باتجاه الذاكرة التي أودعتها مخزن التاريخ، فبدت مثل رمال الصحراء، تلهمك الانتماء وأنت تستقرئ الوجوه، وتتهجى الملامح مثلما يفعل طفل في السنة الأولى الدراسية، يقرأ بعناية، ويتحرى التفاصيل في اللغة.

هناك في مونترو، تجد الإنسان الإماراتي، متأبطاً نخوة البلاد العريقة، وتاريخها المديد، وسجايا أهلها الطيبين، وأخلاق الأولين، هؤلاء الناس، تجدهم هناك، يلفهم الصمت، وهدوء البال وتطوي لغتهم همسات الحياء الجميل، وعلى الفور، توقن أن هؤلاء هم عيال زايد، وتقرأ في الوجوه علامات الكبرياء والشرف الرفيع، فتنتعش أساريرك، طرباً لهذا العزف الخالد لأخلاق من طوقتهم الإمارات بكل هذه القيم، وشيم الناس النجباء، والنسل النبيل.

بين الخطوة والأخرى تسمع حفيف كلمات، تتسرب إلى مسامعك، كأنها النسمات الباردة ولا تظن إلا أنها لهجة إماراتية، بحتة، بكل ما تتسم به من رهافة، وذائقة صوتية ميزها الله على باقي الخلق، وليس هذا كبر، وإنما إكبار، لإنسان جلله الله بهالة العظمة، وكلله بإحسان الوجود، فصار بين الأمم نجماً، تحيطه الكواكب بضوء الوقار، وحسن الجوار.

مونترو تحتفل بالوشاح العربي، وتبخره من عطر الغابات المنثورة في أرجاء سويسرا وتخضب الأيادي بعذوبة الماء السماوي، وتلون الوجوه من نسغ الغيمة المظللة، للأرض والبحر، وأجنحة الطير.

في هذه المدينة كل التفاصيل تشير إلى وجه عربي، يتفوقه لجين قادم من أرض التسامح، والمحبة، والسعادة، جاء إلى مونترو كي يرسم صورة الثلج على صفحات وجنات ملأى بخيوط الشمس، ولم تزل تجدل خصلاتها على الخدود والقدود، وهنا مكمن أسئلة الماء والشجر، وبوح البرودة والمطر، ولسان حال الطير يقول يا لها من مقابلة نجيبة، عندما تلتقي الصحراء، بكل ما تحمله من أخفاق النقاء، مع عبقرية الطبيعة في هذا البلد المحاذي لأفئدة العشاق، ومن في أرواحهم كلف الشوق لكل ما هو جميل، وأصيل، ومكتمل النضوج.

في مونترو تهجع الإبل، والسبل، وتنيخ الركاب أشواقها، وتمضي إلى سفرها باتجاه مناطق الاسترخاء، وبحثاً عن مضارب السكينة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مونترو تتلفع بوشاح عربي مونترو تتلفع بوشاح عربي



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates