كثيراً ما نثاب على عيوبنا
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

كثيراً ما نثاب على عيوبنا

كثيراً ما نثاب على عيوبنا

 صوت الإمارات -

كثيراً ما نثاب على عيوبنا

بقلم - علي ابو الريش

كثيراً ما نثاب على عيوبنا، وليس على حسن خصالنا، وكل ذلك يعتمد على القيم العامة التي تسود المحيط، وعلى المساحة التي يحتلها النفاق في هذا المحيط، الناس يعشقون عيوبك ويؤيدونها، لأنهم يريدون إخفاء عيوبهم خلف ملاءتها.

الناس يَرَوْن في عيوب غيرهم غشاء ليلياً تبيت تحته عيوبهم بطمأنينة وهدوء، من دون تأنيب ضمير، أو توبيخ نفس، أو إحساس بالنقص جراء ارتكابهم لخطأ ما.

الناس يشعرون بالارتياح عندما يكثر من حولهم أصحاب العيوب، فيبتسم المختلس عندما يسمع عن شخص اختلس مبلغاً من المال، يتجاوز ما اختلسه هو، فيقول لنفسه هذا شخص جريء، بل أكثر جرأة مني، ثم يبتسم، ويقول معجباً بالمختلس: «عافاك أيها الرجل الشجاع»، ثم يسيل لعابه وتحدق عيناه لجولة جديدة قد تفضي إلى مكسب أكبر، يضاهي ما اختلسه غيره. 

ولكن لهذه الإثابة وجهين أحدهما مر، والآخر أمر، وفي كليهما نفس شريرة، تُمارس ضياع القيم تحت حزمة من المبررات والأعذار الواهية والمسوغات الوهمية، كل ذلك يحدث أمام عين وسمع أنا بشرية أجَّلت فعل الضمير إلى إشعار آخر، قد لا يأتي البتة، وقد لا يصحو الضمير أبداً، وهذا ما يحصل في أغلب الأحيان، لأن المكاسب الوهمية تطغى على أي تأنيب، وتتجاوز حدود الممكن إلى اللا ممكن، ما يضع الضمير في هذه الحالة مجرد قصاصة ورقية، يعبث بها طفل مشاغب، ويلقيها في كوب الشاي بدلاً من أن يلقيها في سلة المهملات.

الضمير عندما يؤجل حفظ القيم السامية، يصبح مثل تلميذ غبي يقبل توبيخ معلمه، ولا يقبل تنفيذ ما يطلب منه، لأنه يشعر في الإهمال منطقة استرخاء تعفيه من تأدية المهمات الصعبة، وبذلك يكون قد خرج من دائرة السؤال اليومي الذي يطرحه العقل، من أنا؟ ومن لا يعبأ بالأسئلة، يكون خادماً مطيعاً للإثابات الخادعة، فيكون خطاءً بلا أوبة ولا توبة.

في حالة الخطأ، ستجد الذين يثيبونك كثيرين، والأقل منهم بكثير هم الذين ينصحون ويؤنبون، لأن خطأك يشجع الخطائين على المزيد من الأخطاء، ويدفعهم على مواربة أخطائهم خلف خطأك، فيندفعون وراءك وهم مأزورون بالثقة، بأنهم ليسوا وحدهم في الدائرة السوداء، إنهم يشتركون مع غيرهم في الخطيئة، إذن فهم في المنطقة الآمنة التي لا يصلها عقاب. 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كثيراً ما نثاب على عيوبنا كثيراً ما نثاب على عيوبنا



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 22:25 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق فعاليات توظيف 1000 مواطن في قطاع الطاقة

GMT 13:43 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

مدرسة الوطن

GMT 03:52 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

محكمة يابانية تأمر بإغلاق مفاعل نووي

GMT 22:30 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ألف وحدة سكنية للتوزيع في مدينة المطلاع في الكويت

GMT 16:48 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

العقل البشري تصيبه الشيخوخة بعد سن الـ 25

GMT 07:49 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

لجنة الحكام ترفض الاستعانة بطواقم أجنبية لمباراتين فقط

GMT 06:16 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طلبة الجامعات الهولندية يعانون بعد إلغاء المنح الجامعية

GMT 22:15 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أول منصة صينية لتربية الأحياء المائية في أعماق البحر

GMT 19:19 2014 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدير "مياه وكهرباء أبوظبي" يشيد بربط "براكة" بـ" الكهرباء"

GMT 20:14 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تسليم 3 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل خلال عام في 6 أكتوبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates