بقلم - علي ابو الريش
يوم فيه تبتهج القلوب، وتسهب الدروب بخصوبة المعنى، ودلالة المغزى، في أن المملكة العربية السعودية هي حاضنة الأمل العربي، وهي حصن التراب، وطوقه الجغرافي، وهي القلادة التي يزدان بها النحر، الفجر، والفخر، والدهر، وهي الصومعة التي من فيضها تبوح الفيافي بعبق الزهر، وعبير الازدهار، هي كل هذا ونحن نتطلع إلى غدنا المحمول على عاتق من سوّروا العلاقات الإنسانية بملاحم التضامن والتكاتف والانسجام، ومنح الحياة بريقاً أنيقاً، متألقاً بشيمة الناس الأوفياء للدين والدنيا، وعقيدة الانضواء تحت لواء المحبة، وعشق التلاحم بين بني البشر، من دون تمييز أو تحيز، ومن دون تفريق أو تمزيق، وهذه هي مملكتنا الحبيبة تشق طريقها إلى العز، وتمضي في كفاحها المقدس من أجل رفعة البشرية، وسلام العالم، ونهضته ورقيّه، وتطوّره ورفعة شأنه.
هذه هي مملكتنا التي تدير الحياة بمنطق التسامح، ومنع الضيم والظلم عن كل ضعيف ومغبون.
اليوم الوطني للمملكة هو عيد الكائنات النبيلة على وجه الأرض، وهو عيد العشاق الذين يحلمون بعالم تسوده المودة، وتغطيه شراشف من مشاعر لا تغشيها غاشية حقد، ولا تسغبها نائبة كراهية، هو عيد يدوزن فيه الطير تغاريده، وتخيط الصحراء نسيج رملها، ويكتب بحر الخليج العربي روايته التاريخية، وتنسج الزعانف أهداب حريرها على قماشة التآلف وتسكب السحابات نثيثها، كما هي الأباريق في واحات الفرح الأزلي.
هذه هي المملكة اليوم، وهي توسع الخطوات نحو المستقبل، متأزّرة بثوابت المخلصين، الصادقين، النبلاء، وتثب كما هي الجياد نحو أيام مضاءة بالأمل مصابيحها، هي هذه الرؤى الناصعة، لتضع الأمنيات عند شغاف الغيمة، ونياط النجمة، هذه هي المملكة سعيدة بإنجازاتها الحضارية، حبور بمكتسباتها الراقية، تتقدم نحو العالم وهي ترفل بجمال السجيّة، وروعة الطويّة، ولا تخفف، ولا تكف عن مد الشراع باتساع المدى، ممتدة بأعرافها، مزاياها مستمدة ريعانها من تلك القيم التي سقت جذورها، وأروت أغصانها، حتى بلغت الشجرة السعودية مبلغ الشامخات، السامقات، الباسقات، الراسخات، اليانعات، اليافعات، وهي هكذا الحب ينمو في عروق أبنائها كأنه الغصن الرطيب على خصيبة، لبيبة، نجيبة، خضيبة، هي هكذا المملكة سراج وهّاج على سارية علم.