الحب في زمن كورونا «2»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 8 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحب في زمن كورونا «2»

الحب في زمن كورونا «2»

 صوت الإمارات -

الحب في زمن كورونا «2»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

رق قلبه وهي تهمس له من خلف نقاب كورونا، فاستجدت عاطفة قديمة، خمدت تحت طائلة من أيام الرتابة، ونشطت مشاعر تجمّدت تحت نقطة الصفر؛ جرّاء المناوشات اليومية، وحروب البقاء من أجل الأنا المتوهّمة بعطاء لا تذل له يد، ولا يكل له بد.

في هذا الصباح وهو يتأمل عينيها اللوزيتين، الغارقتين في محيط الأسئلة الأبدية، أخفق الرجل في العثور على جسارته السابقة، فسعى إلى تلمس العذر، كي يهرب من جفوله السابق، فاضطر أن يخفض بصره ويصغي إلى كلماتها المسهبة، والاستماع بإمعانٍ لكل ما تفوه به، وتعلق به على أحداث مضت، وتستدعي صور الماضي بشيء من العتب الرحيم. وبينما المرأة تمارس طقس تبادل أنخاب الأحاديث اليومية، كان الرجل يفتّش عن مناطق الجمال في هيئة الزوجة، وهي لا تعد ولا تحصى، وقد اختفت لفترة زمنية، إثر سكون العاطفة في مضارب صحراوية جافّة، وأحياناً رطبة مالحة.

حاول أن يتذكر كلمة حب، فلم يعثر عليها، وظلّ ينبش في محفظة القلب، حتى عثر على كلمة بدت ذابلة مثل قصاصة ورقية مهملة، استخرجها، وظلّ يمسح على صفحتها، ويدلكها بيديه، ثم يمد البصر حيث لامس مهجتها، وقال برفق وحنان لم تشهد له مثيلاً من الزمن الجميل، يوم كان يغدقها بابتسامة أشف من عيني الطير، ويوم كانت تترقرق أمامه مثل حلم طفولي، وتمسح على مشاعره، مثلما تفعل الأنسام حين تلامس خد الطبيعة. أنسجت المرأة مع الحالة الراهنة، فألقت بوشاح الحرير، فتبين الرجل تفاصيل الكائن الخرافي أمامه، وهو يتجلّى بأحلام العفوية، ويتوّج مشاعره بقبّعة سماويّة مسهبة في الجمال. أنّب نفسه، وشعر أنه أسرف في التنائي، لمدة طالت حتى أصبح من الضرورة بذل ما يستطيع، كي يعيد الجدول إلى حيث تكمن الأشجار، وحيث ينمو العشب.

كان يوماً أصيلاً في زف الخبر اليقين بأن الحب لم يمت، وإنما كان ينتظر السقيا من لدن رجل حكيم، يفهم ما يختبئ تحت الجفون، ويعي أن الحياة لا تستيقظ غزلانها، إلا عندما يجتاح الغابة الزئير، فانتبه الرجل، وتقدّم خطوة، فتقدمت هي خطوتين، والتقى المضيق بالمحيط، وتحرّكت زعانف الحياة مرفرفة، محتفلة بأول يوم زفاف حقيقي، من دون طبول الزيف.

في صباح يوم جديد، عندما فتح عينيه، ونظر إلى المرآة، كانت قد أزالت الغبار وبدا وجهه مثل ورقة توت غسلها المطر، وصار قلبه يستمع إلى موسيقى خرافية لم يسمعها منذ زمن. التفت إلى المرأة التي تغيّرت.. وتغيّرت، وتغيّرت يداها اللتان أصبحتا جناحين يطوّقان أحلامه، فيمضي معها إلى أفق لم تلوثه العواصف، ولم تكدّره الأمواج الهادرة، ولم تضجره كلمات السخط، وعبارات الامتعاض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب في زمن كورونا «2» الحب في زمن كورونا «2»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 06:03 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"شارب" تعتزم إطلاق شاشات هواتف ذكية بتقنية 4K

GMT 20:33 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية رابعة الزيات تعود إلى الشاشة بفكرة برنامج جديد

GMT 03:18 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

"طاقة الإماراتية" تشتري من شركة فرنسية 50% في مزرعة رياح

GMT 17:47 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

جالطة سراي التركي يعلن التعاقد مع توران

GMT 23:23 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

انطلاق فضائية "مصر قرآن كريم" بتلاوات نادرة

GMT 14:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

سلطان بن خليفة يحضر أفراح البلوشي والحمادي وبيشوه

GMT 12:18 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

أمل كلوني تلفت الأنظار بثوب أبيض حريري

GMT 00:27 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

انكسار "الترمومتر الزئبقي" قد يؤدي إلى الموت

GMT 08:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يسعى للاستثمار ببيع اللاعب رافينيا

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

نور الشريف

GMT 09:50 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

"منارات زايد" تنشر العلم في مختلف أنحاء العالم

GMT 07:04 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"طيران الإمارات" تزيد عدد رحلاتها إلى أورلاندو

GMT 08:45 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

أجمل ألوان البيج الرائعة لموسم خريف 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates