خداع النفس أسهل من خداع الآخرين
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

خداع النفس أسهل من خداع الآخرين

خداع النفس أسهل من خداع الآخرين

 صوت الإمارات -

خداع النفس أسهل من خداع الآخرين

بقلم - علي ابو الريش

كثيراً ما نظن أننا على حق، وأن كل ما نفعله يتماشى مع الحقيقة، ظن هتلر أنه على حق، حتى أشعل حربين عالميتين، راح ضحيتها الملايين من بين البشر، وكانت النهاية المأساوية انتحار هتلر المهزوم.

واعتقد بول بوت أن ماركسيته هي الطريق للنجاة من نار الرأسمالية، فأعدم ثلاثة ملايين من الشعب الكمبودي، لمجرد أنهم اعتمروا القبعات، وانتحر هيمنجواي الروائي الأميركي العظيم، لمجرد فشله في الانسجام مع الحياة الغربية، وعاش نابليون على خبز النفس المتضخمة، وانتهى به الأمر في عزلة على أرض جزيرة نائية.

وهكذا تظل النفس الصورة المغايرة للحقيقة، عندما تغطس في المياه الضحلة التي تتدفق من الأنا، فلا يرى المرء الحقيقة، وإنما يبدو له نصفها الملآن بالخدع البصرية، فيذهب إلى الحياة مخفوقاً بالصور الخيالية المبهرة، والتي تخلب لبه، وتسلب قلبه، فيصبح بلا قلب، فقد يرتكب أشنع الجرائم والأخطاء، من وحي أنا مخادعة، وعقل أصبح في عهدة هذه الأنا، ولا يملك قرار الخلاص من صورها الوهمية.

يفعل الإنسان ذلك، وهو في كامل نشوته الذهنية، ويستمرئ أفعاله على أنها الحقيقة الصادقة، ولا حقيقة غيرها، هذه التشوهات تصيب الإنسان عندما ينعزل عن واقعه، ويصبح مثل طائر خرج من السرب، وانتمى إلى الفراغ اللا متناه، الأمر الذي يجعله ينتحل الحيل الدفاعية، والإسقاطات اللا واقعية، في سبيل إثبات أنه على حق، وسواه على خطأ، ولا يتم اكتشاف الخطأ إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن تتسرب المياه المالحة، في جوف الآبار العذبة، وبعدها لا جدوى من كيل اللعنات على ما حدث.

في الجانب الآخر، يفكر الإنسان في خداع الآخرين، ويبذل الجهد لإثبات صدق ما يقدمه من أكاذيب، ولكنه في أغلب الأحيان يخيب ولا يصيب، لأن الكذبة مهما زينت، ولوّنت، وأضيف إليها من مساحيق التجميل، تظل كذبة، هي مثل الوجه القبيح لا تغير من حاله الأصباغ والألوان، لأن الحقيقة كامنة، والكذبة مجرد مسحوق أبيض، يزول مع زوال اللحظة.

ولكن يظل المدلسون، والمدجلون، والمتزلفون، يعجنون ويطحنون الأكاذيب، ظناً منهم أنهم يمتلكون قدرات لا يمتلكها سواهم، وهذه خدعة من خداع النفس، يسقط في حفرتها السوداء المخادعون.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خداع النفس أسهل من خداع الآخرين خداع النفس أسهل من خداع الآخرين



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 16:30 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

طحنون بن محمد يواصل استقبال المهنئين بعيد الفطر

GMT 00:12 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

«بيت النخيل»

GMT 23:37 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

فشل الارهاب و سقوط الاقنعة

GMT 22:41 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

عبد العزيز هيكل يوضح سبب إشارته إلى "النجمتين"

GMT 13:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

ميشيل أوباما تحثّ ماركل على التكيف مع حياتها الجديدة

GMT 21:01 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ محمد بن راشد يعزّي في وفاة سالم المهيري

GMT 21:55 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم منتخب بيرو يستعدون لمواجهة الإكوادور وكوستاريكا وديًا

GMT 18:23 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"مصر المعاصرة" في معرض فوتوغرافي تنظمه الجامعة الأمريكية

GMT 23:55 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على تكلفة رحلة سياحية إلى الفضاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates