علي ابو الريش
المستقبل في قلب الشباب، عندما تشرق شمس، ويصحو الصباح على عيون تشع بالأمل، وعندما توشوش موجة على الساحل، ويغرد نورس، تبدو الحياة في موعد مع الفرح، ويبدو الوطن في عناق مع الازدهار.
الإمارات الشابة، الإمارات النوعية الخاصة من الأوطان، الإمارات التميز، والتحيز، للانتباه، واليقظة، وصحوة الأفذاذ الذين وضعوا الثمرات على الأغصان، الذين لونوا الموجة بالبياض، ومنحوا البحر زرقته الساحرة، وحاكوا رمل الصحراء، من حرير الطموحات الكبيرة، وأهدوا النخلة تألقها، وزخرفوا قلوب الناس بالأنفة والكبرياء، حتى صارت الجبال تغار من شموخهم، وصارت النجوم، تعشي من ضيائهم.
تركيز القيادة على الشباب، يعني أن الإمارات، مثل النهر، مستمرة في الذهاب إلى المحيط، دائبة، في العطاء، ثرية بالعذوبة. الأنهار وحدها التي لا تحتفظ بالبقايا، الأنهار وحدها لا تعود إلى الوراء، الأنهار وحدها لا تتخلى عن بث النغم الكوني.
الإمارات هي في مركز الدائرة الإنسانية، هي في قلب الحرية، هي في محيط الحب. عندما تكون في مركز الحرية، ومحيطك الحب، تنمو الأزهار ويكون العطر عفوياً، ويكون الحلم مثل النجمة مشعاً، مثل الغيمة، ندياً، مثل الكلمة، نقياً.
اليوم في الإمارات، الكون هنا، العالم يجلس القرفصاء، ويتأمل اللوحة الفريدة، العامل لا يخاف على نفسه من ضنك، والضيف لا يخشى، من غربة، لأن الوطن أصبح، دائرة بلا أضلاع، ومحيطها قيادة أسست للوفاء منطقاً
وشيدت، للتواصل الإنساني سلماً من أمن واطمئنان، ونسجت خيوط المودة بين الناس حتى صار المقيم لا يشعر، بالوحدة، والمواطن يسكن في القلب، والوطن شجرة أغصانها من سواعد العشاق، والحالمون كثر، هم أولئك الذين على العهد باقون، هم أولئك الذين يكتبون على صفحات الموجة أسماء المراكب المثابرة، من أجل السفر، السفر إلى أقاصي الحب إلى أعلى القمم، إلى أوسع الرؤى.
الإمارات اليوم، تعيد الدرس من جديد، وترسم للعالم خارطة عمل إنسانية، صافية، منقاة من درن الأحقاد، والأصفاد، والأوغاد، والأنداد، هي هذه الإمارات ولدت من أجل الخلاص، وبزغت، لأجل إضاءة عتمة العالم، وصياغة الحاضر بحضور الوعي، ويقظة الإدراك،. هي هذه الإمارات، بوثبة الفرسان، تعدو، بجمال الغزلان تشع، بومضة البروق، تسطع، لتمطر السماء، فرحاً، يتخلى العالم عن بؤسه، ورجسه، ونحسه وبخسه، ويتجاوز حدود الغطرسة، إلى أعماق التفاني. الإمارات في الزمن مكان للأحلام الكبيرة، ووطن للإنجازات، العملاقة، وشاطئ للنوارس.