التستر بالحيل يعريك
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

التستر بالحيل يعريك

التستر بالحيل يعريك

 صوت الإمارات -

التستر بالحيل يعريك

بقلم - علي ابو الريش

الحيلة مثل السراب، تجعلك أكثر ظمأ، فتكشف عدم صدقك. المحتال إنسان ضعيف، شحت قدراته، فلجأ إلى الحيلة، كي يخفف من وطء إحساسه بالنقص.

المحتال كائن يسكن في العراء، ويظن أن السماء الواسعة، تكفي لإخفاء عيوبه. المحتال يذهب إلى الحياة، بأجنحة مزيفة، سرعان ما تتهاوى أمام ريح الحقيقة.

عندما ينكشف المحتال، يبدو مثل أرنب مذعور، وتختفي كل الملاءات التي أخفى تحتها أدوات نقصه، ولا يملك غير الإدانة، ليتخفف من عقدة الذنب التي تلازمه.

المحتال لا يكن، ولا يصمت وجيب قلبه، ولا يهدأ له بال، بل يظل يمعن في اختراع الحيل، لأنه لا يستطيع أن يعيش بدونها، فهي سلاحه الذي يشهره في وجه العالم، ليؤكد أنه شخص مهم.

الإحساس بعدم الأهمية، يدفع المحتال إلى المزيد من الاختراعات، والادعاءات، والتظاهر أمام الناس أنه يملك قدرات لا يملكها سواه، وعندما يفشل في تحقيق ما يريده، ينكص قليلاً، إلى مراحل طفولية، فيبدأ بالشكوى، والنجوى، وقد يلجأ إلى التظاهر بالضعف، لفترة وجيزة، حتى يتمكن من تمرير ما يريد تمريره من الحيل، بعدها ينتصب مثل الديك، ويصيح فخوراً بما أنجزه، ويحدق في وجوه الناس، ساخراً من سذاجتهم، ساخطاً عليهم، لأنهم صدقوا الكذبة، وأصبحت حقيقة.

المحتال يتصبب عرقاً وينز جسده بملح الدفاعات النفسية، عندما يشعر بتضييق الخناق حوله، ولكنه لا يبدي أي قنوط، لأنه يملك قدرات فائقة على تحمل الصدمات، أو أن حاجته إلى الاستمرار في تطويق الآخر يجعله مثل الصخرة الصلبة، تصد، وترد ضربات الموجة العارمة، حتى آخر نفس.

المحتال إنسان جاء من منافي تاريخ الكذب، وحط على الأرض، وهو خاوي الوفاض إلا من ذكاء مزيف، ابتاعه، من بيئة، ما انفكت في سكب كل ما لديها من حيل، لتصبح الحيلة، كالهواء والماء، في محيط ضيق يطلق عليه الأسرة.

إذن فالمحتال لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج بيئة، حانقة، خانقة، ضيقة الأفق لا يملك أفرادها، غير الحيلة للتخلص من السؤال الكبير من أنت؟ من أنت تبدأ من الصغر، وتلازم الإنسان حتى القبر، ومن لا يعرف الإجابة عنها، يضطر الدخول في أقفاص الحيلة، حتى يحمي نفسه من الشعور بالضعف، والهوان، وعدمية القدرة على مواجهة الأحداث الحياتية، بصيغة الضمير الحاضر، فيكون الضمير قد غط في السبات، ويكون صاحبه، يلتقط المحارات الفارغة، ليقول إنها تخبئ في داخلها الجواهر النفيسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التستر بالحيل يعريك التستر بالحيل يعريك



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 16:30 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

طحنون بن محمد يواصل استقبال المهنئين بعيد الفطر

GMT 00:12 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

«بيت النخيل»

GMT 23:37 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

فشل الارهاب و سقوط الاقنعة

GMT 22:41 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

عبد العزيز هيكل يوضح سبب إشارته إلى "النجمتين"

GMT 13:32 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

ميشيل أوباما تحثّ ماركل على التكيف مع حياتها الجديدة

GMT 21:01 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ محمد بن راشد يعزّي في وفاة سالم المهيري

GMT 21:55 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم منتخب بيرو يستعدون لمواجهة الإكوادور وكوستاريكا وديًا

GMT 18:23 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"مصر المعاصرة" في معرض فوتوغرافي تنظمه الجامعة الأمريكية

GMT 23:55 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على تكلفة رحلة سياحية إلى الفضاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates