بقلم : علي أبو الريش
العلم هو النون والقلم وهو القيم والشيم وخير الكلم هو الشجرة الوارفة، وهو السمو والنعم، هو المنطقة ما بين الوريد والعقد الفريد، هو السمو والعلو، وهو الحلم المتألق وجداً ومجداً، وجداً وحداً ومداً وبداً ويداً وسداً وقداً، وهو سعي القامات والهامات والشامات إلى منطقة تسكن فيها النجوم وتتجلى الغيوم نثاً حثيثاً وبثاً، ويكثف المعنى في الصدور، ويرسم البسمة عند الثغور، وينبت الورد في الصدور، ويزخرف الحياة بالهناء والسرور.
فكيف إذاً، كيف يخال لغافل أو متساهل أو متجاهل أن يرخص بالغالي، ويطيح بما انزرع في الوجدان وصار الحاجب والشارب في وجه الإنسان، صار كل الأغصان في شجرة الزمان.
كيف إذاً يفكر من لا يفكر ولا يتبصر بأن ينهج اللانهج، ويضرب صميم المهج بعجرف الجهل، ويترك السارية تعصف بها وتنسف عواتي الرياح المريضة ونوائب الرغبات البغيضة.
نقول بود وحب واعتزاز وتقدير وفخر بقرار الحزم والجزم الذي اتخذه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي النائب الأول لرئيس نادي العين النائب الأول لرئيس هيئة الشرف إزاء ما بدر من سوء وسيئات الإعلان التجاري لإحدى شركات السيارات العالمية، والذي تم تنفيذه في نادي العين.
هذا القرار يوضح لأولي الألباب أن للوطن قادة يحرسونه بقلوبهم وضمائرهم وعقولهم ويحفظون كتابه في وجدانهم ويرصدون رفرفات علمه ونبضت نعمه بمشاعر لا تكل ولا تمل من الفيض، قادة أحبوا الوطن كحبهم للإنسان، فلا تلومهم لومة لائم في قطع دابر الخطأ في حق من يعتدي على كرامة العلم وشموخه ورسوخه، موقنين بقلوب مؤمنة أن العلم هو الرمز وهمزة الوصل ما بين الوريد والشريان، وأنه الرمش والحاجب والنهر الصاخب في الدماء، وهو الصوت المجلجل والمزلزل والمجلل بهوى الناس الأنقياء والأتقياء والنبلاء والنجباء والأوفياء، ومن لا يفي بعهده للعلم فإنه يخود جوده ووجوده ويتسرب كالنخالة عن هوية الوطن ويتسربل بأهواء وأنواء وأرزاء وأدواء من لا يحترم العلم، فإنه يسخط ذاته ويشطط ويغلط فيذوب في اللغط وينتهي إلى لاشيء.. من يفعل كل ذلك، فإن عين القيادة لا تغفل ولا تمهل بل تتعجل في الحساب، فالكل أمام العلم يبقى صغيراً ضئيلاً ولا علو إلا لشأنه ولا رفعة إلا لشجنه، ولا شأن إلا شأنه؛ لأنه علم الإمارات، والإمارات موطن الولاء والانتماء موطن الذين يحفظون الود ويراعون السد وليس لهم من طموح، إلا أن يكون العلم دائماً عند شغاف السماء.