لا تطلب الرأفة اطلب الاحترام
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

لا تطلب الرأفة اطلب الاحترام

لا تطلب الرأفة اطلب الاحترام

 صوت الإمارات -

لا تطلب الرأفة اطلب الاحترام

بقلم - علي ابو الريش

فإن يرأف بك أحد، فأنت ضعيف وممتهن، ومكسور، وتحتاج إلى إعادة ترتيب ما تبعثر من أشيائك الداخلية، فإذن أنت مقيد بما لدى الآخر من قدرة على تحمل ضعفك، وما لدى الآخر من مشاعر غير أنوية، وهذه المشاعر قلما توجد لدى الناس إلا الأسوياء، وهي نادرة.

اطلب الاحترام، لتكون قوياً، ومحترماً كن في المنطقة الخضراء التي لا تملأها الأعشاب الشوكية، كن في الناحية البيضاء، كي يراك الناس بوضوح، فلا يتعثرون بك، ويدهسونك بأقدامهم.

الرأفة مهما حملت من محسنات بديعية، فهي لا بد وأن تجلب معها مشاعر الاستخفاف من قبل الآخر، ولا بد وأن تكون مشغولة بكبرياء الآخر الذي يأتيك محملاً بحثالة قاع الفنجان، ولا بد أن تتذوق مرارة بقايا ما بعد الرشفات الأولى.

الرأفة كائن مخاتل يختفي تحت الابتسامة، ذيل الأفعى، سوف تتسم مهما بدت النظرات متضامنة مع ضعفك، وهزالك، ومهما حاولت أن تتجرع الحلاوة، فهي ممزوجة بمذاق الذل والهوان.

في الاحترام تكون أنت مستقلاً، وبلا قيود، تكون كالطير خارج القفص، تكون كالفراشة تنتقي ما تشاء من عبق الورد، تكون أحلامك زاهية، لا يضببها خوف، ولا تعكرها رجفة، ولا تكدرها خفة، فأنت في الاحترام مسكون بمنطق الأشجار السامقة، محفوف بجزالة القصيدة العصماء أنت في الاحترام لا تعرقل وصولك إلى الحياة وشوشة القابعين خلف ملاءة النميمة، ولا المتربصين عند أرصفة الذم، والرجم، أنت في الاحترام لا يخشى الظهور أمام شاشة الوجود، لأنك أنت، وليس غيرك، تقود عربة الزمان بمفردك، من دون جواد أخرق، يطيح بك في حفر الاستهزاء، ومكبات النفايات القديمة.

أنت في الاحترام تشرب من ماء النهر، وليس من مسفات المستنقع، أنت في الاحترام تقطف من ثمار النخل الباسقات، وليس من صرم الأزقة المهجورة، أنت في الاحترام تمشي في المقدمة، وليس في مؤخرة القطيع، أنت في الاحترام صوتك مثل الناي لا تخربشه، حشرجة تلاشي الذات.

وأنت في الرأفة مثل ذبابة، هائمة في قعر زجاجة مغلقة، أنت في الرأفة مثل جثة تأخر دفنها، أنت مثل أضغاث أحلام، أنت مثل كوكب فرّ من فلكه، أنت بلا بمعنى، ولا ذات، ولا وجود.

أنت في الرأفة، تحتاج إلى الرأفة، ومن دونها فأنت بلا رفيف، لسان خفيف، أنت في الرأفة تحتاج إلى قدرة هائلة تنقذك من الرأفة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تطلب الرأفة اطلب الاحترام لا تطلب الرأفة اطلب الاحترام



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 22:25 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق فعاليات توظيف 1000 مواطن في قطاع الطاقة

GMT 13:43 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

مدرسة الوطن

GMT 03:52 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

محكمة يابانية تأمر بإغلاق مفاعل نووي

GMT 22:30 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ألف وحدة سكنية للتوزيع في مدينة المطلاع في الكويت

GMT 16:48 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

العقل البشري تصيبه الشيخوخة بعد سن الـ 25
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates