ظلام الداخل يُطفئ نور الخارج
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

ظلام الداخل يُطفئ نور الخارج

ظلام الداخل يُطفئ نور الخارج

 صوت الإمارات -

ظلام الداخل يُطفئ نور الخارج

بقلم - علي ابو الريش

عندما يكون الداخل مظلماً، فلن ترى للخارج نوراً. كن مضاءً، ترى الوجود بوضوح. لا يشعر الإنسان بالكآبة، في الخارج، إلا عندما يكون داخله مثل كسوف الشمس، وخسوف القمر.

الكثير من الناس يغادرون أماكنهم بحثاً عن السعادة في أماكن أخرى، ولما لم يجدوا مطلبهم، ينفرون ثقالاً، محملين بمشاعر القنوط، والسخط على الخارج.
كل ما في الأمر، أنك إذا شعرت بقتامة الخارج، فأدر وجهك إلى الداخل، وسوف تكتشف أن غيمة داكنة تفرش ملاءة سوداء في داخلك، ففتش عن السبب الذي جعلك هكذا غائماً.

دائماً ما نعيب الزمان، ونسقط عليه كل مصائبنا، وفي حقيقة الأمر، أن هذا العيب الخارجي، ما هو إلا نتيجة مباشرة لإسقاطات داخلية، نحن الذين أسبغناها على الخارج، لنهرب من مسؤوليتنا، ونتملّص من التزامنا تجاه الوجود.

الإنسان لا يجرؤ على لوم نفسه، أو توبيخها فيذهب إلى الخارج، لينشر على مشجبه ملابسه الرثة، ويظل مقطباً مكفهراً وسبابته تشير إلى الخارج، لسهولة إلقاء نفاياته، في مكب الخارج.

الضعفاء مثل الذي أصيب بحرق، فبدلاً من أن يهم بإطفاء الحريق وإنقاذ نفسه، يظل يجري ذاهباً إلى الخارج يطلب النجدة، ولكن الخارج بعيد جداً عن مرمى بصره، وما أن يصل يكون قد لقي حتفه، بعد أن أتت النار على كامل جسده.

العتمة الداخلية لا تجعلك ترى شيئاً، هي تعيقك عن الوصول إلى النور الخارجي، فلا ترى ماذا يحدث في الخارج، لا ترى غير الظلام الدامس، وترى الناس مثل الأشباح المخيفة، ولذلك تصف كل شخص تصادفه، بالشيطان، وتظل علاقتك بالآخر مضمحلة مشوبة بوجيف ورجيف، ولا حل لهذه المعضلة إلا بكنس كمية الغبار التي علقت في غرفتك الداخلية ومن ثم شيئاً فشيئاً، تستطيع أن تتبين الصور الخارجية، وتكتشف الملامح بشكل طبيعي، وتبدأ في بناء علاقة سليمة، مع الآخر من دون توجس أو ريبة.

ولكن هذا التصرف يحتاج إلى جهد، وإلى عمل جاد وقدرة فائقة على تجاوز كل الأكوام من الأوساخ التي لحقت بك خلال فترة زمنية ليست بالقصيرة، ولكن ليس من المستحيل أن تتحرر من الظلام، فكل شيء ممكن، المهم أن نملك الإرادة، وأن ننتهي من ظلامنا الداخلي، ونسلط الضوء الكاشف على مناطق العتمة ونعرف الأسباب التي أدت إلى هذا الإظلام التام، ليصبح الداخل من دامس إلى قابس، ومن غيمة إلى نجمة، ومن نقمة إلى نعمة، ومن صحراء إلى فيحاء، ومن صخب إلى نخب، ومن جدب إلى عذب، ومن نكد إلى رحب، ومن سهد إلى رغد.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظلام الداخل يُطفئ نور الخارج ظلام الداخل يُطفئ نور الخارج



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 22:25 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق فعاليات توظيف 1000 مواطن في قطاع الطاقة

GMT 13:43 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

مدرسة الوطن

GMT 03:52 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

محكمة يابانية تأمر بإغلاق مفاعل نووي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates