عندما يصحو طفلك ليلاً
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 7 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

عندما يصحو طفلك ليلاً

عندما يصحو طفلك ليلاً

 صوت الإمارات -

عندما يصحو طفلك ليلاً

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

عندما يصحو طفلك ليلاً، وقد زاغت عيناه، واضطربت جوانحه، وارتعدت فرائصه، وارتعشت أطرافه، وانهالت الدموع من عينيه، فاعلم أنك في النهار قمعته، وفي ساعة غفلة ردعته، وفي لحظة حماقة كبحته.
فانهض من نومك، وتذكر ماذا بدر منك، لتصحح المسار، وتكف عن ممارسة جبروت الكبير في حق الصغير، فكر جيداً، تهمل، ولا تمهل، بل فكر ملياً في ما يجري في هذه الليلة، حتى لا تتكرر لياليك المرعبة.
طفلك نهض من هدأته، لا ليقلق منامك، وإنما ليرفع إشارة الخطر، وليعلمك أنك ليس وصياً، بل مربياً وعليك أن ترتب أثاث وعيك، وتهذب أوراق إدراكك، وتستدعي العقل كي يحضر بوعي ويشهد ما اقترفته بحق هذا الكائن الصغير الذي يدرك ما لا تدركه، ويعي ما لا تعيه.
هذه الصرخة المدوية التي أطلقها في هذه الليلة، إنما هي جرس إنذار لمن لا يتذكر طفولته، ويريد للصغير أن يصبح كبيراً، متجاوزاً عمره الزمني، ومراحل الطفولة وعفويتها الجميلة.
هذه الصرخة ليست احتجاجاً على فعلتك فحسب، بل هي تذكيراً لك بأنك تقوم بدور الجلاد تنصب نفسك قاضياً، من غير شهادة علمية تؤهلك للقيام بدورك الأبوي.
هذه الصرخة، تخبئ في معطفها الطفولي نداءً واضحاً، واستدعاء لأخلاقك، التي ربما تكون قد نسيتها وأنت تخلع ملابس النهار، لتهجع ليلاً من دون ما يقلقك، فالآن جاء دور من يدق أجراس الليل التي في ثناياها يكمن كل مستور، وكل جار ومجرور.
في هذه الصرخة، سرد ليلي لحكاية نهار تمت فيها عملية سحب البساط من تحت قدميك، وافتضح أمرك، وأنت تقود معركة غير متكافئة مع طفلك الذي يتعشَّم الخير فيك دائماً وينتظر منك الحنان وليس جنون العظمة، الذي يتوخى فيك الرحمة، وليس زحام المشاعر الملتهبة مثل الأورام السرطانية في الجسد المريض.
هذه الصرخة، وما تلاها من نشيج، ونحيب، وشهقات، وهقات، إنما هي طرق على صفيح ساخن، يحتاج منك أن تفتح عينيك أكثر، وتتعلم من الطفولة براءة الصغار، الذين يعيشون في أكناف الحمقى، والموتورين، واللا مبالين، والعابثين في جنة الأبناء.
هذه الصرخة، تريد منك شيئاً من الوعي، وبعضاً من الإدراك، بأن التربية، ليست عصا تجرح المشاعر قبل الجسد، تهتك الروح، وتفتك بالقلب.
هذه الصرخة كشف حساب لولي أمر غاب عن الوعي في لحظة انشغال ذاتي فانهمر مثل الصخرة على رأس صغير، لا يفهم في الحياة غير الحب.
هذه الصرخة تريدك أن تخرج من عقلك الملوث، وتدخل في خيمة المشاعر النقية، وتتقي الله في صغير لم تزل مشاعره مثل قطنة لا تحتمل عصف الرياح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يصحو طفلك ليلاً عندما يصحو طفلك ليلاً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 12:53 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الكشف عن هوية رسام لوحة غامضة بـ 300 ألف إسترليني

GMT 20:59 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يسعى لتخطي فرايبورج في الدوري الألماني

GMT 08:22 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل كوكيز مقرمش بالسمسم

GMT 00:52 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد تطلق سيارتها Ranger الجديدة بثلاثة موديلات مختلفة

GMT 22:18 2013 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طلاب مدارس بريطانيا الابتدائية ينامون في الفصول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates