ثقافة الكورونا «1  2»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 7 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

ثقافة الكورونا «1 - 2»

ثقافة الكورونا «1 - 2»

 صوت الإمارات -

ثقافة الكورونا «1  2»

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

الكورونا أوقع العقل البشري في ثقافة سوداوية مأساوية، والناس جميعاً يعيشون تحت وطأة الجائحة اللعينة، ولا حديث ولا خبر ولا تحليل ولا تفسير إلا حول هذا الوباء، وجميع الناس، صغاراً وكباراً، أصبحوا فلاسفة وأطباء وخبراء وعلماء، أصبحوا في وضع التقييم والتقويم لما يحدث وما يستجد في العالم، حول الكورونا.
ونستطيع أن نقول إنها صدمة حضارية ألمت بالعالم، وأنها الشرخ الذي أصاب الوجدان البشري، فالإنسان الذي كان يتصور أنه صعد أعلى الشجرة، ولن يصيبه أذى الضواري، أصبح اليوم أضعف من جناح بعوضة، ولا يستطيع مواجهة هذا الغزو اللا مرئي، وينتظر متى تتفتق قريحة العلماء والمختصين، ويتم إنتاج اللقاح الفاعل والناجز، ويتم القضاء على الوباء الفتاك، ولكن ما يؤمل وتشخص العيون في انتظاره ليس بالأمر الهين، أو الممكن حدوثه، وهذا ما يزيد من العصاب القهري، ويضاعف من الإحساس بالضعف أمام كائن جبار ومخيف لا يخشى لومة لائم.
وأعتقد أنه لا بد وأن يتمكن العقل البشري من قهر هذا الوباء، لأنه من طبيعة البشر قبول التحدي، ومواجهة الصعاب مهما كانت جسارتها وصرامتها، وهذا هو سبب طبيعي في قدرة الإنسان على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية، ولكن ما لا يمكن زواله هي الآثار النفسية التي سيخلفها وباء الكورونا، لأنه لا محالة، فقد أنتج ثقافة جديدة على مختلف الصعد، سواء في ثقافة الطعام أو التسوق، أو العلاقات الاجتماعية، أو في مسألة الحياة في المنازل، والتعامل مع الماء والصابون ومواد التطهير الأخرى.
نحن الآن نتحد عن عصاب قهري أصاب العقل، وأصبح الناس لا يفارقون الكمامات ولا المطهرات ولا القفازات، وبعد انقشاع الغمة، سوف يحدث فراغ نفسي، وسوف يشعر الإنسان من الصعوبة مغادرة ثقافة اكتسبها بحكم الظرف، وعليه أن يستغرق زمناً كي يعتد على الحياة الجديدة.
ثقافة الكورونا، هي ثقافة قسرية، ظرفية، ولكنها لن تغادر العقل لمجرد تلاشي الوباء، بل سوف يظل من رمالها ما يملأ العيون، وسوف تترك في اللاشعور الجمعي ما يعيق الحياة العادية لفترة قد تطول أو تقصر حسب الأثر النفسي الذي ستتركه لدى الأشخاص.
ثقافة الكورونا ليست بمجملها سيئة، ورب ضارة نافعة، فهناك من العادات التي اكتسبها الناس جراء حدوث هذا الوباء، ما هي مفيدة، ولازمة للإنسان، لأنها تعيده إلى طبيعته، وتخرجه من عادة اللامبالاة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة الكورونا «1  2» ثقافة الكورونا «1  2»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 12:53 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الكشف عن هوية رسام لوحة غامضة بـ 300 ألف إسترليني

GMT 20:59 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يسعى لتخطي فرايبورج في الدوري الألماني

GMT 08:22 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل كوكيز مقرمش بالسمسم

GMT 00:52 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد تطلق سيارتها Ranger الجديدة بثلاثة موديلات مختلفة

GMT 22:18 2013 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طلاب مدارس بريطانيا الابتدائية ينامون في الفصول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates