بقلم - علي أبو الريش
ونحن في أوج تألقنا، وفرحتنا بفوز شاعرنا الجميل، رائد الملحمة الشعرية في بلادنا الأخ حبيب الصايغ، برئاسة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب لدورة ثانية، وعلى هامش المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد، كنت أستمع بفخر واعتزاز، لبوح شفاه رفرفت كلمات الإعجاب بوطننا، الذي أصبح اليوم طوق النجاة لكل كلف، شغوف، عزفت أيامه أن تنجب بلداً مثل بلادي، وعجزت بلاد الأرض العربية أن تنبت شجرة وارفة مثل شجرة هذا الوطن العملاق، الذي أدهش الناظر، وأذهل كل ذي بصيرة، حتى صارت كلمات الوصف، لمنجزات الإمارات مثل فراشات تطرق أوراق الزهر، بلهف، وشغف.
كانوا يقولون والدمعات تغرورق تحت أجفانهم، إنها الإمارات، الملاذ، لكل من طغى الدهر على كاهله، ومادت الأيام بين أضلعه، إنها الإمارات، موئل عشاق الحياة، ومأوى الذاهبين باتجاه الأفق، إنها الإمارات، المكان الذي تنمو فيه أعشاب الفرح، والأحلام الزاهية، إنها الإمارات في حكاية الساردين، ومن انتعشت القصيدة ثغورهم، وترعرعت، وأنشدت ما باح به الطير، وأخبرت به النخلة، وكل ما طاف بخيال النجمة، وما ارتسم على محيا الغيمة وما طرأ على بال البحر.
إنها الإمارات، أطعمت المحتاج، وأسقت الظمآن، وأحيت جذوراً، طوحت بها رياح العوز، وأطاحت بها عواصف العجز. كانوا يقولون، وأنا أنصت بقلب افترش سجادة السعادة، واتكأ على أريكة الحبور، وأنا أستمع إلى إشادات، وأصغي إلى شهادات، جاءت من وعي من فتحوا عيونهم على مصابيح قد أطفأها الزمان في بلادهم، ولم يعرفوا إشعال فتائل النور إلا لما حطت أقدامهم على أرض، حباها الله بقادة، آمنوا أن رعاية الوطن حق، ورفع هامة المواطن حقيقة هذه عبارات سمعتها، وشعرت أنني أمام محكمة كونية تفتح ملفاتها على الحياة والوطن، بكل إخلاص وأمانة، وشعرت أنني أبعث من جديد، وأدخل جنة وعيي وأنا أتلمس الكلمات المضاءة بالحب، لأنه قلما ينطق البشر بكلمة الحق، ولكن حقيقة بلادي لم تترك مجالاً للشك في كونها المصباح المنير، لكل من يريد أن يبدأ، بكتابة حكايته من دون لعثمة، أو غمغمة، أو همهمة، أو تمتمة.
إنها الإمارات الحضن، والحصن، والأمن، والسلام.
فهذا بوحهم، وهذا سرد بلادي الأمين.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن صحيفة الأتحاد