بعضهم يثريك وبعضهم يفنيك

بعضهم يثريك.. وبعضهم يفنيك

بعضهم يثريك.. وبعضهم يفنيك

 صوت الإمارات -

بعضهم يثريك وبعضهم يفنيك

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

هكذا هم، بعضهم يثريك، ويملأ محيطك بزعانف أشبه بالأجنحة، ترفعك، وتأخذك إلى حيث تكمن أفكار التسامي، بعضهم يثريك، ويجعلك مثل فراشة حرة تحدق في وريقات الزهر، ثم ترشف، وتهتف بأن العبق هو سر الشفافية.
بعضهم يثريك ويغريك كي تمضي في السفر من دون أسئلة الخوف، والجفول. بعضهم يفتح لك جدول الماء لتسقي نخلة القلب، وتروي عشب أيامك من دون وجل أو جلل.
بعضهم يسابق الزمن كي يضيء منزلك بمصابيح الفرح، وتصبح ابتسامته هي القاموس الذي من خلاله تعثر على أبجدية سعادتك، تصبح ابتسامته هي المصباح المنير الذي يغسل جفونك من قذى الأحلام الرمادية.
بعضهم مثل النسمة تطل على خافقيك، فتهفهف أجنحة قلبك، فتطرب أنت، فتجتاحك صحوة ما بعد غفوة.
بعضهم يملأ حضوره مكانك وزمانك، ففي غيابه أو حضوره هو يجسد في عقلك المطلق المتدفق في كل نواحيك، وجوانبك، وحواشيك، وهوامشك، وجوهرك، ومحورك، وفوقك، وتحتك، وخلفك، وأمامك، وبعضك، وكلك، بعضهم لا يحتمل التضمين أو التخمين، إنه الواقع الذي يحتويك، ويروي لك قصة الوجود، بأنك في هذا الخضم الرحب، فأنت واحد في الكل، ولا مناص من الإيمان بوحدة وجود، ولا مجال للتملص من فكرة هي في الأصل، أصل المعرفة، وجذر الحياة.
بعضهم يمنحك معطف الدفء لمجرد أنك تقترب منه، ويعطيك لغتك التي قد تكون نسيتها جراء ظرف ما، فتبدأ في التهجي بداية، ثم تنفتح لك الأسارير، فتتدفق أنت كالشلال، وتبدأ في استعادة كينونتك، وتصبح في المحيط إنساناً يولد من جديد.
بعضهم يبدو لك وكأنه حارس مدرسة قديمة، يتربص بك، ويتخيل أنك الغريب المهيب المداهم، فتضطر مرغماً على الكشف عن هويتك، وبعد مخاض عسير لمداولات عصيبة، فقد تستطيع أن تقنعه بأنك تمر من حوله فقط لأجل الوصول إلى بيت جارك.
بعضهم، علامته المميزة هي الجهامة، وتغضن الحاجبين، وتعقد الجبين، ومط البوز مثل خرطوم ماء قديم. بعضهم نسي الابتسامة منذ أن تعجرفت مشاعره، وتيبست عروق القلب، وأصبح هذا القلب مضغة ناشفة.
بعضهم تصل معه إلى نتيجة حتمية مفادها أنه عندما ينفخ شدقيه، يستطيع أن يقنع الآخر أنه شخص مهم، ومؤثر في المحيط الذي يعيشه. بعضهم والعياذ بالله، لا يستطيع أن ينام إلا بعد تنفيذ تجربة في إدخال الهم، والغم إلى قلوب الآخرين.
بعضهم يرى أن «كبرياءه» لا تسمح له بأن يعطف على ضعيف، أو يتحدث بلطف مع صغير، إنها الكبرياء التي تخرج السمكة من الماء لتلقى حتفها على الشاطئ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعضهم يثريك وبعضهم يفنيك بعضهم يثريك وبعضهم يفنيك



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates