لو عدنا لعفويتنا
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

لو عدنا لعفويتنا

لو عدنا لعفويتنا

 صوت الإمارات -

لو عدنا لعفويتنا

بقلم - علي ابو الريش

منذ أن غادرنا العفوية، ونحن نناقض، ونناهض، ونقايض، وندفع الثمن الباهظ في سبيل الوصول إلى مرافئ الطمأنينة، ولا نصل ولا ننفصل عن مختلفات ما تهنا بها، وما تلاشينا في شوائبها.

لو عدنا لعفويتنا، لو صرنا مثل الوردة لا تغير لونها، ولا تبدل عطرها، هي كما هي عند رصيف الشارع أو في الحقل، أو في حديقة المنزل، ترفل بمشاعر الرهافة في أقصى حدود الشفافية، وتحدق في العالم من دون اختباء خلف جفون التكلف أو التزلف، هي هكذا في الطبيعة، مغسولة بماء فطرتها، يطوقها النسيم، فتلثمه بوريقات أشبه بشفاه الأبدية، تحدق في الناس والكائنات، من دون مساحيق تجميل ولا بخور المناسبات الصاخبة.

لو عدنا لعفويتنا مثل الطير، ننظر إلى العالم بعيون صافية، أم تغشها غاشية هلع ولا جزع، ولا جشع، ولا بدع، ولا منع، ولا صدع، ولا رجع، ولا سفع، ولا نقع، لو عدنا لعفويتنا ونحن بأثواب فضفاضة، من غير بقايا ولا نوايا ولا رزايا، لو عدنا ونحن في ولادتنا الجديدة، جنتنا هذه الأرض، وأمنا، وأمننا، وحبنا، وحبلنا السري الذي يأخذنا إلى مشيمة الحياة، ونحن نرفل بصفاء ونقاء.

لو عدنا لعفويتنا مثل الشجرة، تعطي ولا تمن، وتفضي ولا تكن، وتبرز في العالم، من دون تراكم ألوان وأشجان، لو عدنا ونحن في الفيض الزمني أزمان تفيض بأزمان، وشفاه تتلو آيات الحب بلا أحزان، وقلوب يملؤها بياض الشطآن، وعقول ما ناخت لبعير الشيطان وأرواح لم يسكنها شنآن، ووعي بالحب بلا أشجان.

لو عدنا لعفويتنا، ما شاخت فينا روح ولا أشعار، ولا مارت فينا أرض ولا أبحار، ولا مادت ربوات ولا أفكار، لو عدنا وعدنا، وعدنا، لكنا في الكون طيوراً مداها قمم الأشجار، وكنا في الحلم أطيافاً بلا أسوار، وكنا في الزمن شراشف أزهار، وكنا في الزمن ماء الأنهار.

لو عدنا لعفويتنا ما اكتأبت فينا مهج، ولا ذابت قيم الأدهار، ولا عتمت فينا حدقات الإبصار، ولا رجفت، ولا وجفت ولا انسكبت من بين أصابعنا شيم الأطيار، ولا عثرت أمانينا، ولا سغبت مآقينا، ولا قتمت حواشينا، ولا اكتظت بِنَا الأكدار.

لو عدنا لعفويتنا، لذهبنا في الزمن فصولاً من وهج الأقمار، ونسجنا من أهداب الليل قماشات الأدثار، وقطفنا من حلم الأزهار حرير الأبهار، وكتبنا للتاريخ، كيف يكون الحلم بهياً، حين تكون الأحلام فراشات، ترقص للفرح الأزلي.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو عدنا لعفويتنا لو عدنا لعفويتنا



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 22:25 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق فعاليات توظيف 1000 مواطن في قطاع الطاقة

GMT 13:43 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

مدرسة الوطن

GMT 03:52 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

محكمة يابانية تأمر بإغلاق مفاعل نووي

GMT 22:30 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ألف وحدة سكنية للتوزيع في مدينة المطلاع في الكويت

GMT 16:48 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

العقل البشري تصيبه الشيخوخة بعد سن الـ 25
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates