بقلم : علي أبو الريش
كنا نزور الأماكن العامة، ومراكز التسوق وحتى في المؤسسات العامة، وكنا نرى نماذج من الشباب الذين يتسللون هذه الأماكن وهم أشباه بشر، بعد أن شوهوا أنفسهم، وأصبحوا أشكالاً ذات ألوان مختلفة الصور، لا تتسق مع الذوق العام، ولا تنسجم مع قيم مجتمعنا الذي بني على احترام الآخر، في كل شيء وحتى في الملبس والهيئة العامة.
ولم يكن مستغرباً أن تبرز مثل هذه الظاهرة، فمن طبيعة البشر التعويض عن النقص في أي شيء بالسعي إلى سلوك الاستعراض ولفت النظر، وكسب الاهتمام بأي صورة من الصور، وطالما هناك فيض من المياه السائلة، وفي غياب المعايير الأسرية فإن الشباب وجدوا أنفسهم في خضم رحب وواسع، ولا وجود للمصدات الاجتماعية، وبوعي من القيادة التي وجدت من الضرورة أن توضع الأحزمة الخضراء التي تمنع توغل الغبار الأخلاقي إلى صدور أبناء الوطن، وتم إصدار قانون الخدمة الوطنية، والذي باركه أهل الوطن، وساروا إلى الخدمة مذعنين لرغبة الضمير الوطني، مقتنعين أن الخدمة الوطنية هي درع يحمي الصدور من الهواء الفاسد، وتاج يرفع على الرؤوس، ليجعلها دائماً في مواقع النجوم، وعند شفة السحابات الممطرة.
الخدمة الوطنية هي في الأساس تربية أخلاقية، وتنقية للضمير من شوائب وخرائب، وتهذيب النفس والسير في العقول نحن طموحات أبعد بكثير من قصات الشعر الغريبة والعجيبة، فهي خدمة مجانية يقدمها الوطن لشباب الوطن، لأنهم الرصيد في مخزن التاريخ، ولأنهم الشجرة التي ينتظر منها الوطن أن ترخي عناقيد العذوبة لأجل حياة كريمة، ومجد وطني لا يمسه لغط، ولا يحيق به شطط.
الخدمة الوطنية، هي الطوق الذي يتقلده الشباب تعبيراً عن شغفهم، ولهفهم لوطن لا تشوبه شائبة مغرض، ولا تصيبه خائبة كائن مريض..
الخدمة الوطنية جاءت لتنسجم مع طموحات الوطن، نحو أمجاد تاريخية تتحقق بفضل من يفكرون بعقول استنارت بإرث المؤسس الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على دربه، واتخذت من نهجه نبراساً، مقياساً لنجاحها في تحقيق الأماني، والوصول إلى الأهداف السامية وحماية الكرامة الوطنية من كل معتد أثيم، ومشاء بنميم، وهماز وزنيم.
الخدمة الوطنية هي مشروع وطن آمن أن للسلام الإنساني مطلب أساسي، ألا وهو القوة، ولحب الوطن علامة بارزة، وهي الانضواء في سلك العمل الوطني، والتحرر من اللامبالاة..
الخدمة الوطنية بناء للشخصية، وصياغة جديدة للقيم الأخلاقية.
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع