بقلم : علي أبو الريش
لميثاق الأجندة الوطنية، حراس ونبراس، ومقياس وأساس وإحساس، في عمق الروح، في نسق الدماء، في الوجد والوجود، وعندما يرأس فريق الأجندة، الفارس والنابس والقابس بضوء السريرة، ووهج القلب، ونهج الأوفياء المخلصين، فإن الميثاق طوق وحدق وقلادة وفرادة وريادة في التمكين والتأمين وتثمين كل ما يحتاجه الوطن، ويتطلع إليه المواطن. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يقف على مرأى ومسمع من الحقيقة، لتحقيق الآمال، وتسديد الخطا، وتوثيق العرى بين الإنسان والوطن ليصبح الواحد في الكل، ويصير الكل حضناً وحصناً للواحد. هكذا هي الرؤية تذهب بالرأي نحو الصواب، وتأتي بالحقائق لتجعلها بين اليدين خضاباً وكتاباً، بها نفرح وبها نستنير.
«ميثاق الأجندة الوطنية» ميثاق القلوب التي عاهدت الله على الوفاء، فصدقت وأعطت وأسخت وأرخت للوطن مجداً وسعداً وسؤدداً، ورتبت تفاصيل الأفئدة بأناة وتؤدة، وهذبت مشاعر الماء ليصير سلسبيلاً يروي القلوب ويسعد الدروب ويصيغ فكر الإنسان من سلالات الذهب والدر النفيس.
ميثاق الأجندة الوطنية عروة وثقى تحيك قماشة الوطن من حرير الدماء الوفية وتشيد جدرانه من طين الوفاء، ولا عجب أن نرى الإمارات اليوم تعيد قراءة التاريخ، لتبدأ قراراته بعيون المخلصين الصادقين، وتفجر طاقات الرجال النبلاء لينهلوا من معين ويحاذوا مناطق اللجين، مستعينين بالمناقب الطيبة والثوابت الراسخة والقيم الشامخة، محققين المجد بأدوات الإرادة الصلبة والعزيمة القوية.
ميثاق الأجندة الوطنية هو حارس لقيمنا ونابس بمشاعرنا، مؤكد لتصحيحنا على تجاوز الخبات والهبات العالمية، مبحرين بالسفينة بعيداً عن مواطن الزلل والخلل، راسين عند شطآن السعادة، مجللين بالآمال العريضة والأمنيات الكبرى، مكللين بالتفاؤل، فهو مكاننا الذي إليه، وعنده تحط طيورنا وعند أغصانه تغرد عصافير الهوى في الهواء الطلق بحرية وطلاقة وعفوية وشفافية.. ميثاق الأجندة الوطنية، عنق الزجاجة الذي تمر منه كل المياه لأجل الحياة، هو كل هذا الذي نحن نصبو إليه وترنو نحوه عيوننا، مطمئنين، واثقين بأنفسنا أننا أشجار طيبة، جذرها في الأرض وفرعها في السماء، متكئين على ميراث سلف كان المنارة والقيثارة، كان الأصل والفصل والفيصل، والفاصلة والبوصلة، محتفين بأيامنا، ولن نكف عن الفرح لأنه قدرنا.