أنت لا تحبني

أنت لا تحبني

أنت لا تحبني

 صوت الإمارات -

أنت لا تحبني

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

عندما تقول المرأة للرجل أنت لا تحبني، ولذلك أنا أكرهك. وبالمثل قد يقول الرجل للمرأة، فتنشأ بداية الطلاق العاطفي، ثم يتلوه الطلاق الجسدي. علاقة مشروطة تتخبط فيها المشاعر بين الشد والجذب، وبين الصدق والكذب، وبين الأخذ والسلب ونصبح في الكذبة الكبرى مشروطين بعلاقة واهنة وراهنة، لا جذر لها، ولا بذرة يمكن أن تشرب من الماء دون أن تسأل من أي جدول جاء.
وعندما تحضر الشروط يتولى النفاق الذي يطلق عليه جزافاً، مسؤولية قيادة المركبة، وبين مطبة وأخرى تقع في الطريق الكثير من المشاعر سهواً أو لهواً، ويصبح العبث طريقة مثالية في تسيير
القافلة، وتصبح العلاقة بين طرفين غرقا في علاقة وهمية تتقاذفها هموم الصور الخيالية ذات الألوان الرمادية، يصبح الطرفان أمام مفترق طرق مشوبة بالشك، ومغسولة بماء ضحل، يشوه ولا ينقي الثوب الأبيض من الدنس.
لوسألت الوردة لمن هذا الأنف الذي يشم وريقاتها، لأمضت عمراً طويلاً وهي تهذب بوحها، وترتب رائحتها، حتى لا تقع في محظور الألوان والأعراق البشرية. الوردة لا تفعل ذلك، بل هي تبرز في الوجود كما هي من دون ترتيب، ولا توظيب، ولا تهذيب، هي هكذا بتلقائية، تتفتح وتنثر عطرها وبلا تمييز، ولذلك لم تزل الوردة في الحقل جميلة وبراقة ورائعة، ونفاذة برائحة يتلو عطرها كل من يحب الجمال، وكل من يعشق الرقة والدلال.
مشكلتنا في العالم أننا نخرج من كهف تعدد الألوان، والروائح والأشكال، الأمر الذي يتعب ذاكرتنا فنظل في صلب الأسئلة البلهاء، نظل في التقلب على صفيح الصدأ، ممتلئين بغاز ثاني أكسيد الكربون الذي يقذفه في أرواحنا (الأنا)، ونستمر في الأنوية نبني لنا بيوتاً عنكبوتية، تضللنا وتخيم على رؤوسنا مثل غيمة صيفية قاتمة، ولا تجعلنا نرى غير أصبع الإبهام الذي يشير إلى هناك، ولكننا لا نعرف أين هو ذلك المكان الذي يشير إليه، لأننا لم نزل تحت الغيمة وفي كنف الضباب الكثيف، نحن في قلب عاصفة الأنا، وفي محط أنظار أنانيتنا، ولذلك لا نسأل أنفسنا لماذا لا نحب شخصاً ما؟، بل نطرح سؤالنا الممل، لماذا لا يحبنا هو؟، الأمر الذي يجعل المسافة بين طرفين أنانيين، أوسع من ضفتي المحيط، وأبعد من الغيمة التي تراقب وصولنا إلى الآخر.
لو استطعنا رمي الشروط، وتحللنا من أكفانها، سنكون أجمل ونكون أصفى، وسوف يؤم الآخر قلوبنا من دون عواقب ولا نواكب. سنكون والآخر في موسم ربيعي تزهر فيه الورود، وتورق الأشجار، وتزدهر الأنهار، ويصبح الحب جدولاً أصفى من الشهد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنت لا تحبني أنت لا تحبني



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية

GMT 21:47 2020 الخميس ,13 شباط / فبراير

موديلات عباية مخصّرة تفضلها النجمات

GMT 08:04 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"نينتندو" تطلق لعبة "Mario Kart Tour" رسمياً لمنصتي "أندرويد" و"iOS"

GMT 02:24 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

9 أسباب تجعلك تشرب حليب القرفة كل ليلة قبل النوم

GMT 19:53 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في لبنان اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2019
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates