أنت لا تحبني
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

أنت لا تحبني

أنت لا تحبني

 صوت الإمارات -

أنت لا تحبني

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

عندما تقول المرأة للرجل أنت لا تحبني، ولذلك أنا أكرهك. وبالمثل قد يقول الرجل للمرأة، فتنشأ بداية الطلاق العاطفي، ثم يتلوه الطلاق الجسدي. علاقة مشروطة تتخبط فيها المشاعر بين الشد والجذب، وبين الصدق والكذب، وبين الأخذ والسلب ونصبح في الكذبة الكبرى مشروطين بعلاقة واهنة وراهنة، لا جذر لها، ولا بذرة يمكن أن تشرب من الماء دون أن تسأل من أي جدول جاء.
وعندما تحضر الشروط يتولى النفاق الذي يطلق عليه جزافاً، مسؤولية قيادة المركبة، وبين مطبة وأخرى تقع في الطريق الكثير من المشاعر سهواً أو لهواً، ويصبح العبث طريقة مثالية في تسيير
القافلة، وتصبح العلاقة بين طرفين غرقا في علاقة وهمية تتقاذفها هموم الصور الخيالية ذات الألوان الرمادية، يصبح الطرفان أمام مفترق طرق مشوبة بالشك، ومغسولة بماء ضحل، يشوه ولا ينقي الثوب الأبيض من الدنس.
لوسألت الوردة لمن هذا الأنف الذي يشم وريقاتها، لأمضت عمراً طويلاً وهي تهذب بوحها، وترتب رائحتها، حتى لا تقع في محظور الألوان والأعراق البشرية. الوردة لا تفعل ذلك، بل هي تبرز في الوجود كما هي من دون ترتيب، ولا توظيب، ولا تهذيب، هي هكذا بتلقائية، تتفتح وتنثر عطرها وبلا تمييز، ولذلك لم تزل الوردة في الحقل جميلة وبراقة ورائعة، ونفاذة برائحة يتلو عطرها كل من يحب الجمال، وكل من يعشق الرقة والدلال.
مشكلتنا في العالم أننا نخرج من كهف تعدد الألوان، والروائح والأشكال، الأمر الذي يتعب ذاكرتنا فنظل في صلب الأسئلة البلهاء، نظل في التقلب على صفيح الصدأ، ممتلئين بغاز ثاني أكسيد الكربون الذي يقذفه في أرواحنا (الأنا)، ونستمر في الأنوية نبني لنا بيوتاً عنكبوتية، تضللنا وتخيم على رؤوسنا مثل غيمة صيفية قاتمة، ولا تجعلنا نرى غير أصبع الإبهام الذي يشير إلى هناك، ولكننا لا نعرف أين هو ذلك المكان الذي يشير إليه، لأننا لم نزل تحت الغيمة وفي كنف الضباب الكثيف، نحن في قلب عاصفة الأنا، وفي محط أنظار أنانيتنا، ولذلك لا نسأل أنفسنا لماذا لا نحب شخصاً ما؟، بل نطرح سؤالنا الممل، لماذا لا يحبنا هو؟، الأمر الذي يجعل المسافة بين طرفين أنانيين، أوسع من ضفتي المحيط، وأبعد من الغيمة التي تراقب وصولنا إلى الآخر.
لو استطعنا رمي الشروط، وتحللنا من أكفانها، سنكون أجمل ونكون أصفى، وسوف يؤم الآخر قلوبنا من دون عواقب ولا نواكب. سنكون والآخر في موسم ربيعي تزهر فيه الورود، وتورق الأشجار، وتزدهر الأنهار، ويصبح الحب جدولاً أصفى من الشهد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنت لا تحبني أنت لا تحبني



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates