أشواك

أشواك

أشواك

 صوت الإمارات -

أشواك

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

بعض الأشخاص مثل الأشواك، فحتى تقترب منهم، فأنت بحاجة إلى رصد عدد خطواتك التي تخطوها باتجاههم، وأنت بحاجة إلى أكثر من حاسة حتى تعبر الطريق إليهم، وأنت بحاجة إلى أكثر من عين حتى تتعين المكان الذي تصل به إليهم. بعض الأشخاص مثل الأشواك، فحتى تتواصل معهم، فأنت بحاجة إلى قدرة فائقة تسهل لك التوافق معهم، وأنت بحاجة إلى ذكاء خارق، يحميك من وخزاتهم، وإلى إرادة صلبة تقويك على عجرفتهم، وإلى غريزة النحل في تخطي عقباتهم، وفطرة الفراشات، كي تتعقب الفراغات التي تنئيك عن أشواكهم، وإلى خفة الغزلان، لتجاوز تعنتهم. بعض الأشخاص مثل الأشواك، مهما تسلَّحت بأدوات الحماية، فأنت مجروح لا محالة، ومهما توخيت الحذر، فأنت مدمى، وإن وضعت درعاً بسماكة الجسور المعلقة.
بعض الأشخاص مثل الأشواك، إن أمسكتها أدمتك، وإن تركتها أشعرتك بعقدة النقص. بعض الأشخاص مثل الأشواك، وجودها في الأغصان لا يعني حماية الأشجار من الضواري، وبعض الأشخاص مثل الأشواك، كلما امتلأت بها الأغصان، كلما أصبحت أشد فظاظة، وفتكاً بكل من يقترب منها. بعض الأشخاص مثل الأشواك، حتى تقطف الأثمار من الشجر، فلا بد من تشذيبها مما علق بها من شوك. بعض الأشخاص في المحيط الاجتماعي، مثل الأشواك، هم بمثابة الإعاقة، وعرقلة طريق المجتمعات إلى النهوض والتطور والازدهار. بعض الأشخاص مثل الأشواك، يقفون في الطريق لعرقلة مجرى الجدول، كي لا يصل إلى الورد، وكي يصبح الورد في المكان الشائك، والمزدحم بالشوائب والبقايا التالفة. بعض الأشخاص مثل الأشواك في الجسد الاجتماعي، بقاؤها نقمة، وبترها رحمة، بعض الأشخاص مثل الأشواك، تظن أنها جزء من الشجرة، بينما هي نتوء نافر، يسيء، ولا يضيء، يدمر ولا يعمر، هو في السلب ولا في الموجب، هو في العديم وليس في النعيم. بعض الأشخاص مثل الأشواك، مؤلم وليس منعماً، هو يأخذك إلى عوالم السهد، والصهد، والبعد، والزبد، هو هكذا رسمة على لوحة شائهة، هو هكذا ابتسامة باهتة تخفي تحتها ناباً ومخلباً، وتجذر فيك علامات استفهام غائرة في القنوط، ضالعة في السقوط، بالغة في التعنت والتزمت والتشتت. بعض الأشخاص مثل الأشواك، بلا لون ولا رائحة، هم هكذا، متعمقون في حفر التاريخ بثقوب ترتاح في سكناتها الجروح والقروح. بعض الأشخاص مثل الأشواك، محملة بسموم العدمية والفقدان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشواك أشواك



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates