عالم يحتاج إلى العشاق

عالم يحتاج إلى العشاق

عالم يحتاج إلى العشاق

 صوت الإمارات -

عالم يحتاج إلى العشاق

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

تنظر إلى المشهد الأليم، فتسقط أنت في الحفرة السوداء، هناك تباغتك الصورة الموحشة، وأنت تتأمل اللوحة الكئيبة، لشوارع ذهب أصحابها خلف الستارة، ليتابعوا المشهد عن بُعد، وأيديهم معلقة على صدورهم، خشية من مخالب المهاجم المريع.

عواصم كنت تحسبها مصباحاً عملاقاً، مضاء بالفرح، وشوارع كانت تتلطف على مشاعرك، بحراك يشيع في قلبك البهجة والسرور. وبسرعة تقفز إلى ذهنك فكرة أشبه بعصفور فر من قسورة، ونط هناك في الأغوار حيث تكمن الروح، وتفتش أنت المتهدج عن وعيك، وعن مشهد ما بالأمس كان هنا، واليوم قد أفل، ولا تصدق أبداً أن الإنسانية تستطيع أن تعيش من دون ذلك الواقع، وذاك النور الحضاري الساطع، وكلما تسمر المذيعون، وهم يحصدون عدد الإصابات، وعدد الأموات، ينتابك الفزع، وتقول في نفسك: يا له من عالم أضعف من أصبع طفل صغير.
كيف لك أن تصدق وقد وعدتك الحضارة، بغد أكثر إشراقاً، وأخذت موعداً للذهاب إلى أقصى حالات النور، فإذا بها تطفئ الأنوار، وتختبئ خلف ملاءة رهيفة بيّنت مدى ضعف الإنسان أمام جبروت الطبيعة.
كل التكنولوجيا، وكل أجهزة التطبيب، والعقول الفذة، اقتعدت كرسي اليأس، وتوارت خلف إحباطها جرّاء السرعة المذهلة لعربة الداء العضال، وأصبح العالم بما فيه منظمة الصحة العالمية، لا تقوى على شيء، سوى أنها تحصي الإصابات والأموات، وتحذر من الأيام العصيبة. 
ولكن في مقابل هذا التقاعس، هناك فرسان يجوبون الأرض من المشرق إلى المغرب، ويحطون رحالهم عند كل هضاب تعبت ركابها، ويمنحون الأمل لكل متصهد، ومعوز، ويقدمون أكسير الحياة، لكل من تغضن جبينه، أو عبست وجنتاه، إثر يأس، أو بؤس، ولا تنام أعينهم، ولا تغض جفونهم، ولا تتوقف قوافلهم عن السير باتجاه العمل الإنساني، بكل نقاء، وكل صفاء، من عالم توحّده الملمّات، وتجمع شتاته حوادث الدهر.
هكذا هي الإمارات، دائماً لا تقف في منتصف الطريق، لتتفرج على المشهد، بل تدلف في العمق، وتعمل جاهدة على فتح نافذة الأمل، ليرفل العالم أجمع بسندس الفرح، وتمتلئ الشوارع بصيحات «عيشي بلادي»، ليعيش العالم دائماً بألف خير، ويهنأ الجميع بأحلام زاهية، لا يعكر صفوها، غبش الأوبئة.
شكراً لإماراتنا، إمارات الناس الأوفياء، وعشاق الفرح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم يحتاج إلى العشاق عالم يحتاج إلى العشاق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates