ماذا يحدث في شرق الفرات

ماذا يحدث في شرق الفرات؟

ماذا يحدث في شرق الفرات؟

 صوت الإمارات -

ماذا يحدث في شرق الفرات

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

تركيا تحارب «الإرهاب» من داخل الأراضي السورية، وتريد أن تزرع بؤرة أمنها بدءاً من شرق الفرات، وإيران تتطلع إلى تحرير القدس انطلاقاً من الأرض السورية، وإسرائيل تحارب إيران على التراب السوري، وروسيا وأميركا لهما أجندتهما الخاصة، والمعارضة في كل الاتجاهات، والتوجهات.
العرب وحدهم الذين يقفون متفرجين على المشهد، وينظرون إلى الواقع السوري على أنه بقعة تبعد عن كل العواصم العربية، ويطبقون مبدأ «إذا سلمت أنا وناقتي، ما علي من رباعتي» ومن جنوب البحر المتوسط، حتى الخليج العربي، العالم كله على بعضه، يحارب، ويضارب، ويسرب، ويخرب، ويجرب ما لديه قوة، ولم يجد مكاناً يسهل له هذه التجارب، إلا هذا الميدان الواسع في التضاريس الممهدة بكل أسباب الحروب العبثية.
تركيا لم تتورع في أن تضرب كل التهديدات الأميركية عرض الحائط، وتعقد صفقات الأسلحة مع روسيا، ولم تتردد في نشر قواتها في عفرين السورية، رغم الوعيد الأميركي، وها هي اليوم تعد العدة لنشر القوة الصارمة في شرق الفرات، بذريعة لا تخفي الخديعة، ولكن العالم لم يزل يتفرج، ويكتفي بالدهشة أمام هذه العنتريات التي تعبر عن بروز دول في المنطقة، خرجت عن الطوق، وطرقت أبواب مجدها الوهمي، على حساب سيادة دول، لم يعد لها من سيادة سوى سيادة البكاء على اللبن المسكوب، والحق المنهوب، والشرف المسلوب.
ماذا سيضير تركيا لو اقتحمت شرق الفرات وصالت، وجالت، فلا أحد يرى، ولا أحد يسمع، لأنَّ في أجواء سوريا غيوم قاتمة، ودخان الصمت أكبر من أي كذبة تطلقها سوريا حيال هذه الهجمة البربرية.
أردوغان يتحدَّث عن حملته على شرق الفرات، وكأنه يتحدث عن غزوة من غزوات المسلمين، أيام ما كان للمسلمين وقار وشيمة.
أردوغان يتحدَّث عن فعلته المشينة هذه بكل صلف، وعجرفة وفوقية، لأنه أمن العقوبة، ومن يأمن العقوبة، لا ينزل إلى الأرض، مهما بلغ من ضعف في الداخل، والخارج.
أردوغان كشبيهه خامنئي، يطلق التصريحات، وهو ممسك على خشب الكبرياء المزعوم، والمدعوم من قبل تاريخ وهمي لم تحطمه حقائق الواقع، لأنَّ الواقع ما زال مأزوماً بضعف العرب، وكذب الآخرين، فمن ذا الذي سيحطم أسوار كذب أردوغان، ومن سيفشل ادعاءاته؟ سيستمر هذا التضليل، إلى أن تؤذن الحقيقية في الأسماع، ويقول أردوغان وغيره إن الله حق، ويكف عن غلوائه، ويتوقف عن اللعب بالأوراق السورية لحساب أوضاعه الداخلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يحدث في شرق الفرات ماذا يحدث في شرق الفرات



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates