بقلم : علي أبو الريش
في عام زايد، كنت أتمنى أن تشرق الشمس على جميع المؤسسات، والوزارات، والدوائر، والشركات، والهيئات، والأندية، والاتحادات، والجمعيات التطوعية، وأن يجتمع اللفيف ضمن وعاء واحد، وإطار واحد، وأن يخرج الجميع من النمطية، والروتينية والرتابة، والنشاطات العادية والمتفرقة لتصبح المناسبة بمستوى الحدث وبمقام من نحتفل ونحتفي بمنجزاته العظيمة التي تحدث عنها الطير والشجر وكل من له أذن وبصر.
عام زايد هو عام الوطن والأمة والعالم، لأن زايد، طيب الله ثراه، أيقونة إنسانية وأسطورة يقف التاريخ أمامها بإجلال ودهشة ومهابة، زايد الذي أسس المعجزة على أرض الصحراء اليباب، وزرع شجرة الكينونة على ضفاف الكثيب، وعلى صدر الرمال الصفراء، زايد الذي نسج خيوط الحرير على قماشة الوطن، فصار الوطن شرشف محبة وجناح ود وتسامح وانعتاق من صهد التمزق والتفرق.
عام زايد يحتاج من الجميع أن يضعوا هذا العام في حدقة كل مواطن ومقيم؛ لأنه عام الذاكرة الثرية بالجمال الغنية بحسن الخصال هو عام الطفل الذي فتح عينيه على وطن يزخر بالدهشة، ويزهر بالمشاريع المبهرة، وصار الإبداع على أرضه، نهراً تنهل منه أشجار الحياة، وصار النبوغ بحراً تشرع بين موجاته سفن العطاء، وصارت البلاغة شعراً أبياته من حرير المعتصمين بالمثال والنموذج، والخيال المتفجر وعياً، وصار الوطن قمراً يضيء سماء العالم بالمدهشات من النجاحات على جميع الصعد، مما جعل العالم يعتبر الإمارات قبلة يأتيها طالب الأمن من كل فج عميق.
في عام زايد، يجب تضاء الأفكار بذاكرة لا ثوابت، ولا نوابت، هذا الزعيم، ولا تبارح قيمه وأخلاقه وخصاله وشاعريته في التعامل مع كل ما يحيط به من مكونات البيئة.
في عام زايد نتمنى أن تصبح أيام السنة حسناء ترفل بثوب الفرح، وأن نقول للصغار عن مآثر زايد، وأن يصبح هذا القول منهجاً في حياتنا، ومنوالاً في مسيرتنا مبدأ في علاقاتنا، وطريقاً في تفكيرنا، وسلوكاً في تعاملنا مع الآخر، وكتاباً نتلو عباراته في كل لحظة من لحظات حياتنا.
في عام زايد يجب أن نعتبر هذا العام درساً من دروس التقوية الذهنية وتدريب الذاكرة على حفظ الأثر الطيب وهضمه وضمه في القلب والعقل؛ لأنه عام يستدعي كتاب التاريخ، ولا يدعه يغيب عن الصغير ولا الكبير، عام فيه نجد أنفسنا التي قد تسرقها معضلات الحياة، وحركة عجلتها السريعة.
عام زايد عام فيه تنسكب زخات المطر لتطهرنا من الغبار، وتزيح عن كاهلنا نوايا السنين، وفي هذا العام نرى أنفسنا في المرأة ونستعيد التاريخ كمن يسترجع أيام الصبا.
هذا العام هو عام كل من يتنفس على وجه الكرة الأرضية، فيجب أن نكون جميعاً بما يلائم هذا الحدث.