غافة الأحلام الزاهية

غافة الأحلام الزاهية

غافة الأحلام الزاهية

 صوت الإمارات -

غافة الأحلام الزاهية

بقلم - علي ابو الريش

الغافة.. عند شفة الصحراء، تبدو الغافة الزاهية، رضاباً يخلد في الزمن، ويسرد الحكاية، لإبل السفر البعيد، تبدو في الوعي الإماراتي قلم الرمال الذهبية، تنسج في الذاكرة، خيوط قماشة الحلم البهي، وأهداب العيون الحور، التي أيقظت في وجدان التاريخ، بريق القصيدة، وأنشودة الطير على القمم الشم.

غافة الصحراء وجد الإنسان، وجوده، ووجوده، الذاهب في النسل، سلالة يعربية، بأخلاق الجذور الراسخة، في ثنايا الكون، المنحدرة من أبجدية الكلمات، وتألق الأبدية. غافة الصحراء مكان في الزمان، وزمان يخصب خصال الأوفياء، فيتلون آيات الإرث الجميل، ويرتلون المآثر، بجود، وتجويد، حيث الغافة في الوجدان، شجرة الخلود

وأيقونة التاريخ، تفوه بما جادت به النوايا، والسجايا، والطوايا، وتنتمي إلى شلات البدوي، والسنام، جبل يخب على أديم التراب المبجل، ويجلجل بالنشيد، ويجلل الربوات، بما نحتت به الأقدام، وما رسمت من صورة مثلى لكد وكدح، حتى اشتاقت النوق لروايات كانت صفحاتها كثبان صقلتها أنفاس الناهلين من الأمل دفقة، ومن شموخ الغافة نبضة، ومن وثبات الجياد نغم الأغنيات ذي الشجو النجيب.

غافة الصحراء، عندما يحتفي بها النجباء، إنما هو تخليد لذات إنسان أزهرت أوراق قلبه، عند أفياء والظل الظليل، فكان الخليل، والجليل، والدليل ووجه اللجين الجميل، كان في الأصل، جذراً، وقدراً، كان في الكينونة، جوهر التلاقي والتساقي، وأثمد المآقي، كان في الذاكرة، حبراً وسبراً، وخبراً، كان في رحلة السفر الطويل، أنباء ما تروية الغافة للمسافر، وما تكنه الخصلات الخضراء، من أنثوية نجلاء طالعة من أحشاء الأرض، مثلما هي الأجنة في أتون الترائب النبيلة.

الغافة.. يذهب على أثرها النبلاء، فينسجون من حرير الذاكرة، ما شقشقت به النجمة، وتاقت إليه الغيمة، من نث، وبث، وحث، حتى تسامت الأغصان، وترامت الأشجان، وتماهت الأفنان، مع الكواكب والنجوم، والقافلة، تعبر من هنا، من حياض الغافة، والأحداق كقرص الشمس، مضاءة بالحب، والولاء لشجرة، طالما أرخت سدولاً كي ترتقي الأعناق إلى سقف السماء العالية، وتتوج الرؤوس بمجد شعب، ما ظمأ له خاطر، ولا جف طموح، لأنه من ماء العزيمة مشربه، ومن عراقة الغافة بذله.

فشكراً للنجيب، اللبيب، وهو يتوج التاريخ، بخير إرث، وأطيب أثر.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن صحيفة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غافة الأحلام الزاهية غافة الأحلام الزاهية



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:30 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إعصار الهند وسريلانكا يحصد مزيداً من القتلى

GMT 18:33 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

"شقة عم نجيب" تُعيد هبة توفيق إلى خشبة المسرح

GMT 10:31 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

فورد F-150 تحصل على محرك ديزل لأول مرة

GMT 05:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أحمد خالد أمين يوضح أن هنادي مهنا أول مولودة له كمخرج

GMT 06:17 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

صدور رواية "دروب الفقدان"للقاص عبد الله صخي

GMT 14:11 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للروائي السعودي عبدالله ثابت

GMT 20:20 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الأمير عبدالله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"

GMT 21:49 2013 الأربعاء ,15 أيار / مايو

ورزازات عاصمة السينما وهوليود المغرب

GMT 21:45 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"جاليري" المرخية ينظم معرضًا فنيًا الثلاثاء في "كتارا"

GMT 03:14 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير علاج عن طريق الفم لكورونا ينتظر الموافقة عليه

GMT 07:35 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

تقارير تكشف أن الذئاب تستعد لغزو "العالم المتقدم"

GMT 01:10 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

طيران الإمارات تتوقع 5 ملايين مسافر في 18 يومًا

GMT 13:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

صابرين تروي قصة فشلها في تأسيس وإدارة المشروعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates