للعفة لغة وللمصلحة لغات
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

للعفة لغة وللمصلحة لغات

للعفة لغة وللمصلحة لغات

 صوت الإمارات -

للعفة لغة وللمصلحة لغات

بقلم - علي ابو الريش

نعدو صوب المصلحة بلسان شيمته المراوغة، ونذهب إلى الآخر بوجوه ملؤها ابتسامات أشبه بالحمى، إنها ترفع درجة الحرارة إلى درجة فيها تهلك القيم وتنوء الأخلاق بغبار النفاق.

عندما تتضخم المصلحة، تبدو الحياة مثل السيل يجرف، ويحرف، ويغرف من معين الشخصية، حتى تبدو مثل ملاءة قديمة.

عندما نكون في سطوة المصلحة، تغفو الشمس، وتأبى أن تشرق في السماء ويتكئ القمر على كومة من القش، وتزدهر الأعشاب الشوكية، وتفرش الطفيليات حصيرها الرث عند دكة الأهواء، والأنواء، والأرزاء، وتبدو موائلنا مثل أعراش بلا سقوف، نكون عند حافة الشوق، لكل ما هو رديء، ولا تمنع أخلاق من ارتكاب أشد الأفعال نذالة ورذالة!

عندما تبرز المصلحة رأسها المسنن، نصبح نحن سكاكين حادة، نجرح الأيدي التي تمتد إلينا، وحتى لو في راحتها تفاحة الفرح. عندما تغدو المصلحة في ريعان تألقها، نكون نحن كأنياب ضباع جائعة، لا نخف، ولا نكف عن تهشيم عظام الكائنات وهي حية، بل ننتشي عندما نرى الفرائس تنتفض ألماً جراء غرس أنيابنا في لحمها الطري.

عندما تنتعش مخالب المصلحة، تغيب عن وعينا عفوية الحياة، وعفة الغريزة، نكون بلا قلوب، ولا دماء صافية، نكون كجراد الصحراء، نتلف الأخضر، ونأتي على اليابس، ولا نبقي ولا نذر، نكون، طوفاناً عارماً يغزو المكان، والزمان، ويطيح بالأرواح، ويفسد الأفراح، نكون كسيل جارف، يخرق، ويهرق، ويمزق، ويغرق، ويسرق من وجه الحياة ابتسامة الأمل، ولا نترك ذرة، ولا بذرة، إلا ونهتكها، ونهلكها، ونجعل كل من على الأرض، من بشر، وشجر، وحجر، في عداد المفقود.

في العفة، عفاف، واصطفاف باتجاه النقاء، في العفة نحن نكنس فناء العالم بأنامل الصدق، ونصفي الأنهار بمنخل الكبرياء، ومشاعر الحب.
عندما تنمو العفة في نفوسنا، نصبح مثل الأزهار، لا يحرك مشاعرها إلا نسيم الهواء الطلق، ولا تهفهف وريقاتها إلا أجنحة الفراشات الملونة، بجمال القيم.

عندما تزهو العفة في قلوبنا، تزدهر ابتسامتنا بجلال الطبيعة، وتزهر عيوننا بجمال المبادئ القويمة، نكون كالنخلة في العطاء، وكالجياد في الوفاء، فلا ينحني لنا ظهر، ولا يعرقلنا كدر، نكون في الحياة عشباً قشيباً، تسرب في عروقه ماء المكرمات، فنما، وترعرع على تربة الإيثار، والتفاني من أجل الآخر، من دون انتظار جزاء أو ثواب.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للعفة لغة وللمصلحة لغات للعفة لغة وللمصلحة لغات



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 22:25 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق فعاليات توظيف 1000 مواطن في قطاع الطاقة

GMT 13:43 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

مدرسة الوطن

GMT 03:52 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

محكمة يابانية تأمر بإغلاق مفاعل نووي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates