درب الحياة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

درب الحياة

درب الحياة

 صوت الإمارات -

درب الحياة

بقلم - علي ابو الريش

 قد تبدو الحياة جادة ضيقة، بسعة ثقب الإبرة، وقد تبدو شارعاً فسيحاً يتسع لناقلة عملاقة. المسألة تخضع للتصور الذهني، ولخيال يحيك قماشة الأشياء، كيفما يكون هذا الخيال. عندما تضيق ذرعاً لأمر ما، فإنك تجد من حولك شعاباً مملوءة بالأعشاب الشوكية، تعيق مرورك عبر طرق الحياة، فتصيح أنت المتذمر بعدمية هذه الحياة، وبضيق طرقها المتشعبة، والقابضة على زمام رؤيتك للأمور التي تطوقك مثل الأغلال. لذلك فإن هذه الحياة التي نعيشها ما هي إلا تصور لا أكثر، هي هكذا بنيت على الصورة، والصورة نحن الذين نخلقها، ونصوغ بنيانها، ونشكل خطوطها، ونرسم تضاريسها مثلما يفعل الفنان التشكيلي، عندما يهم برسم لوحة تخص العالم من حوله. فقد تكون الصورة قاتمة إلى حد السواد، وقد تكون ناصعة إلى درجة الازدهار. فلك أن تتصور ماذا يحدث في هذا العالم من تصورات، ومن أخاييل، قد تشيع حروباً دامية، وقد تنشر وروداً زاهية.
لا حقيقة في الحياة إلا أنت أيها الإنسان الذي نشرت الحب، كما نثرت الكراهية. أنت وحدك من يلون قماشة الحياة كيفما تكون أنت، وكيفما يكون انتماؤك في هذه الشوارع الدنيوية. لا تصدق من يقول إن الحياة عدمية، كما لا تصدق من يقول إن الحياة شارع مفتوح على الفرح. الأشياء تبدو لك كما تكون أنت، لا كما هي، لأنه ما من لوحة أبدية استمرت كما هي، ولم يلحقها التلف. فلطالما تغنى الناس بالحياة، كما أنهم طالما ألصقوا بها كل موبقات الوجود. ما الحل إذن؟ إنه هو أنت، أنت الحل، وأنت السؤال المفتوح على الوجود، وأنت المتغير، وليس الثابت، فكن في صلب الأسئلة، تستطيع أن تخرج من نفق الجمود، والترسب عند نقطة الصفر. الأصفار لا تتراكم إلا عندما نكون خارج إطار التغير، عندما نكون شبه أحفورة، يغزوها الغبار، وتصبح جزءاً من هذا الغبار، ويصبح الغبار هو الشذا الملوث جرّاء أنفاسك الممزوجة برذاذ أنفلونزا الكآبة، والاستسلام للأمر الواقع، والتحدث بلغة اللا أدري، فأنت في اللا أدرية، تنوء بكم هائل من الأغطية الرثة، وتكون جزءاً لا يتجزأ من واقع مرتهناً للرثاثة المسبقة، الآخرون يقولون لك هذا أبيض فاختر بياضك منه، وعندما تذهب إلى اختيار ما اختاره لك غيرك، تكون أنت كمن يذهب إلى بيته وهو معصوب العينين، وعندما يفكر في الدخول إلى غرفة نومه، يصطدم بعتبة الباب فيصرخ، لقد غدرت، فهذا ليس بيتي، فبيتي أعرفه أنه لا يوجد على بابه حارس يمنعني من الدخول. هذه هي الخدعة البصرية التي يقع فيها عقلك، وأنت تلج فناء الحياة، مدفوعاً بكلمة لا أدري، وكلمة أخرى، هم يعرفون. عندما تكون على حقيقتك، تكون في قلب الوعي، تكون أنت الذي يصنع قماشة جلبابه، وليس قماشة الغير، وبالتالي سوف تجد شوارع الحياة مفتوحة على آخرها، تقول هيت لك، فامض في طريقك ولا تخش التعثر بالعتبات.

المصدر :

صحيفة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درب الحياة درب الحياة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:20 2015 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

كوريا الشمالية تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ 100عام

GMT 18:56 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تشجعين طفلك على ارتداء النظارة الطبية؟

GMT 18:34 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مستحضرات تجميل تعالج بهتان البشرة في فصل الشتاء

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

ميغان ماركل تكبر الأمير هارى بثلاث سنوات

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

حدث في السابع من رمضان

GMT 02:38 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

"اتيكيت" الضيافة في مكاتب العمل

GMT 11:02 2015 الإثنين ,23 شباط / فبراير

الحسيني تضيف لمسات عصرية على القفطان المغربي

GMT 12:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شمبانزي يرسم لوحات فنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates