الطريق إلى المول
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الطريق إلى المول

الطريق إلى المول

 صوت الإمارات -

الطريق إلى المول

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

قبل أن تخرج من بيتك، يدفعك غرض ما إلى الذهاب إلى المحل التجاري المعين، ولكن وأنت في الطريق، تنتابك أغراض، وحاجات، ورغبات، وما أن تصل إلى المحل المعني، تتفشى في رأسك كتلة من الحاجات التي لم تخطر في بالك من قبل. وأنت في ممر الخروج، تتقدمك عربة تفيض بكومة من الأكياس البلاستيكية، التي تطفح بما هو مهم وما هو تافه، وعندما تدخل المنزل، وتفتح الفاتورة المطوية في جيبك، تصاب بالدهشة، وتفتح عينيك على أرقام هائلة لم تدر في خلدك من قبل أن تطأ قدماك أرض المحل التجاري. هذه سيرة إنساننا المعاصر الذي ابتلي بشهوة التكديس، والتكييس، وملء فراغات عربات الشحن الداخلية. عادة أصبحت تقليداً، ثم أصبحت تقييداً، ثم صارت تبديداً، ما جعل الموظف البسيط يتساءل عن الراتب قبل حلول العشرين يوماً من الشهر.
الكل يريد أن يلحق بمسيرة الشراء، والتي أصبحت هواية، ثم نمت وترعرعت في الوجدان، لتصبح حرفة من لا حرفة له غير الدوام اليومي في الأسواق، لغرض ابتياع ما له قيمة وما ليس له أي قيمة. إدمان أشد فتكاً من الأدمان على المخدرات، وأشد شراسة من التدخين. وتتقدم النساء على الرجال في هذا المضمار، لما للنساء من حدقة أوسع في البحلقة في التفاصيل، ورغبة أكبر في الخوض في أحاديث المساء، عن آخر الصرعات والموضات في الملابس والأكسسوارات والمجوهرات والأحذية. ولو وقفنا في مناسبة من المناسبات الوطنية أو الدينية، سوف تباغتنا المشاهد الرهيبة، لجماهير النساء اللاتي يتدفقن إلى المحلات التجارية، مثل شلالات أنهار تخفق بالبهجة والسرور، وهي تدقق وتحقق، وتحدق في الألوان والأشكال والأصناف من الموضات القادمة من بلاد الصناعات المرهفة والمهفهفة بوريقات الأسعار الباهظة، والناهضة بأرقام خيالية تشيب لها الولدان، وتنكسر لها الظهور، وتتفطر لها القلوب. يحدث هذا في المناسبات وغير المناسبات، ويحدث هذا رغم أنف كل موظف مسحوق، لا يملك في زمانه أكثر من راتبه الشهري الزهيد، ويحدث هذا جهاراً نهاراً، لأن الاستهلاك أصبح من شيمتنا، والإسراف يجري في دمائنا، والتبذير من نخوتنا، والتمظهرات سمة من سماتنا، والتباهي صفة من صفاتنا، والتمادي في الشراء هو كل مبتغانا، والمبالغة المقارنة بالآخرين سياسة اقتصادية أصبحت تستولي على مزاجنا، والدوام في الأسواق بحاجة أو بغيرها، عمل يومي نؤديه ونفخر به، كوننا شاهدنا اليوم سلعة ما قبل غيرنا. هذه ثقافة، وليتنا استبدلناها بثقافة أخرى، كالجلوس في البيت وقراءة كتاب معين، لكننا أنعمنا على العقل بما يفيده ويغذيه، ويلبسه ثوب السعادة، ويوسع من إدراكه، حول الكثير من أمورنا التي تحتاج إلى الوعي قبل كل شيء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى المول الطريق إلى المول



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates