بقلم : علي أبو الريش
في أيفيان الفرنسية، كان لقاء الإشراقة واللباقة، وأناقة الوجوه الناضجة حباً لمن نسق أزاهير الحب في الربوع، وفيافي الحياة على أرض الخير والسماحة والرضى.
التقى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، كان للصورة فوح اللون المؤدلج بالبهجة، الممنهج بلجة الأنهار الغافية على تضاريس الأفئدة المحبة، لقاء أدخل السرور والحبور في ثنايا من أحب هذا الزعيم، ومن وضعه في تلافيف القلب موضع العطر في زجاجات الحياة موضع الزهر في أغصان الشجر، موضع الفكرة المجللة برياحين الصفاء، والولاء والانتماء إلى سليل النجابة والرحابة، مثل ما هي السحابة عند شفة النجوم المتلألئة في أعطاف السماوات العلا.
لقاء أسرج في النفوس خيول الفرح، وأطلق الأجنحة في طوايا النفوس المحبة لهذا الزعيم الذي وضع الإنسان موضع الرمش من العين، موضع الأوراق من الغصون اللدنة موضع الأحلام الزاهية على شفاه الأطفال الغر.
لقاء كان له مغزى الأخلاق التي نمت في في الصدور المطمئنة، والثغور الآمنة، لقاء مثل ما هي النجوم عندما تفرد أشرعة النور في أحشاء الوجود، وترسم صورة النعيم الإلهي على وجه القمر، لقاء أسكن في الأرواح نفح الملائكة، وعبرة الباري في صفات عبادة الصالحين، وقدرة جلاله في تصوير أحسن الصور لخلائق وسموا أنفسهم بسمات البوح الرحيم، وجعلوا من بلاد العباد واحة تنعم بها النفوس، وتزدان برخاء العطاء الجميل.
لقاء كطيف النسائم مر على القلوب فأنعش نبضاتها، وانتشت من ريعانها أجنة الكائنات، والفرح نسق أزهاره، ورتب أخباره، وشذب أوراق الطموحات، والآمال، بحيث كان للوجه الحليم، شفق النور مبعثه قلب أوسع من المحيطات، وأعظم من شواهق الجبال، وأجل من أهداب الشمس.
لقاء فيه من تجليات الشهر الفضيل، ومن وإبداعات لياليه الكريمة، لقاء يجعل الإمارات في ألف خير، وهي ترفل بسجايا عيال زايد، وصفاتهم التي هي من صفات النبلاء، ومن قيم الذين لا تشبههم إلا حروف باسم الله الحافظ المنعم على عبادة بنعيم الصلاة التي هي من جبلة الجداول عند ضفاف المحبة والوفاء.
لقاء يعطي دروساً وعبراً لكل من يريد أن يتأمل المشهد الإماراتي في بناء بيوت القصيدة من جملة الحب ومن ثيمة الحميمية التي لا تنبت أشجارها إلا في الإمارات، لأنها أرض يرعى تربتها، ويعتني بشوائجها رجال من هذه الأرض، ارتووا من معين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه جنات الخلد.
هذه المدرسة هي النسل والسهل والأمل الذي لا ينقطع حبله ما دام الأفذاذ هم الذين يسقون جذوره. حفظ الله عيال زايد، وحمى الإمارات من كل مكروه.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد