بقلم - علي أبو الريش
في صباح مشرق، متدفق بثنيات السحاب، ويوم من أيام الكلام المؤدلج بحنان العبارات الملهمة، كان لقاء صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مع باقة من مبدعي هذه الأمة كان للحظات رفرفة التاريخ بأجنحة الدفء، كان للإبداع هفهفة الحنين بأوراق المحبة، وسلام الجوانح، ووئام القلوب، على مائدة الثقافة، ندية بثراء من يلهم ويفعم وينعم ويغنم، ويسهم في إخصاب ترب الحياة، بعطاء أزهى من وميض الأقمار في أحشاء السماء، ويقيم، ويقوم مسيرة العشاق باتجاه الآخر، ويسكب في فناجين المعرفة، قهوة المذاق الطيب، المستطيب من زعفران الشفافية، وهيل الأريحية، ويذهب بالوعي نحو أفق متدفق بشلال موسوعية العلم والأدب.
صباح يوم الثلاثاء، كان صباحاً زاخراً بالحميمية، زاهراً بألوان الطيف الثقافي، كان عيد الثقافة، موشحاً بقلائد الفرح، وابتسامة النث على شفاة الغيمة الندية.
صباح أشرقت شمسه من الشارقة، وأرخت أهدابها الذهبية على وجدان من جاؤوا يصبون إلى الدفء، ويغرفون من مهج العطاء قطرات البهجة، يبللون أرواحهم من سنا الندفات، ويهتفون للوجود، حياك ياوطن العطاء، قائلين: إنَّا سهرنا نحصي النجوم، والنجم هنا في ليل العروبة، يضيء زقاقنا، ويلمع كأنه المهند في حومة الوغى، ويطرب من به سقم، يعيد له أيامه وأحلامه، مذكراً كل من يئس، أن هذه الأمة كالأشجار تموت واقفة، ولا ينحني لها جذع، ولا ينثني لها غصن، إنها باقية رغم الجروح، وعضال الطعنات، طالما هبّت رياح الرعي في جوانبها، واستقامت قامات ترد الضيم، وتصد النوى، وطالما نهض بآمالها رجال عاهدوا الله على ألا يخبؤوا طموحات شعوبهم في أدراج الذاكرة المثقوبة، وألا يتخلّوا عن مسؤوليتهم التاريخية، وأن يجعلوا من الثقافة سقفاً يحمي منجزات الوطن من أي رياح أو جراح، وأن تكون علاقتهم بالناس كما هي العلاقة ما بين الرمش والرمش.
لقاء سمو ضم حاكماً مثقفاً، مع من شغفهم حب الكلمة، وأدنفهم سرد الحكاية تحت ضوء القمر، وبين أحضان السحابات الممطرة، من دون تجريف أو تجويف أو تحريف. في ذلك اللقاء كانت السماء مبهرة في صفائها، كصفاء قلب استضاف وأضاف إلى وعي النجوم، مزيداً من التألق.. فشكراً يا صاحب الدفق النبيل.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن صحيفة الأتحاد