أحلام
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

أحلام

أحلام

 صوت الإمارات -

أحلام

بقلم - علي ابو الريش

لو سألت طفلاً صغيراً، وقلت له، ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ سيقول لك أريد أن أصبح مثل أبي. الطفل يرى في أبيه بطلاً عالمياً خارقاً، لا يشق له غبار. ولكن لو استجليت مشاعر هذا الأب، وحاولت أن تعرف عن مدى شعوره وهو يجلس قبالة ابنه الصغير، ستجده يتمنى لو يعود طفلاً، مشاعره يد أم حنون، تجلي عن وجهه قطرات الدمع، أو بقايا نوم غزت محياه العفوي. الإنسان عندما يبلغ من العمر عتياً، يبدأ في تقليب الصفحات، وقراءة التاريخ من جديد، فيحزن، لأنه يشعر بأن هناك الكثير من الفناجين قد تكسّرت، وأن السجادة التي يجلس عليها قد شابها الغبار، وأن الغرفة التي تطوقه جدرانها أصبحت عتيقة، وتنفث رائحة نتنة، وأن السماء التي تلحف جسده أصبحت مكسوة بغيوم داكنة، والأرض التي يمشي عليها، امتلأت بالحفر والأعشاب الشوكية الوخازة. الإنسان عندما يكبر يشعر أن شيئاً ما مخيفاً يتتبع خطاه، ويسير خلفه بتربص، يشعر أن هذا الشيء يمتلك من الحيل ما يجعله مرعباً، لن يستطيع رد أذاه مهما فعل، ومهما تحاشى ضرره. يشعر الإنسان في هذه الحالة أن كل تصورات الطفولة مجرد زيف، ما نال منه إلى الحيف والحسرة، بعد أن ذبل الغصن وانحنى العمر إلى هاوية مريعة. في هذه الحالة نجد الإنسان نفسه أمام جرف هاو، قد يأخذه في أي لحظة إلى السحيق المحيق، ويصبح لا شيء. الطفولة كونها سماء صافية هي وحدها التي تمتلئ بالصور الزاهية، والنجوم المتلألئة، والأقمار المضيئة التي لا تطفأ أنوارها، ولذلك نرى الطفل الصغير قد يبكي لأدنى سبب، وأقله، ولكنه أيضاً يستعيد عافيته بأقصى سرعة، ويضحك وينسى ما حدث قبل برهة من الزمن، لأن ذاكرة الطفل مثل قماشة الحرير، لا تعلق بها الأوساخ، بل تنزاح لمجرد نفضة بسيطة. الطفل ذاكرته آنية، بينما الإنسان الكبير فذاكرته تاريخية، ملأى بالتفاصيل. الصغير ليس لديه مثل هذه الأحزمة من الحبال الملتوية، الطفل الصغير لا يعبأ بالتاريخ كثيراً، لأنه ابن اللحظة، الدمعة تتلوها ابتسامة، ثم ضحكة، ولا يبقى من الصور السابقة إلا نمش بسيط سرعان ما يزول، لمجرد تلقيه لعبة صغيرة تعيد له التوازن، تستدرجه إلى عالم الخيال الملون بالفرح. 
الحياة بدأت بالفرح، نحن الذين نلونها بالحزن، لأننا نشعر بالخفة، فنلجأ إلى الحزن، لعله يعيدنا إلى الأرض، وهذه خدعة أخرى ابتكرها الإنسان على مر الزمن، ليثبت أنه قادر على حماية نفسه من الطيران في الخواء، كونه فهم أن الأرض هي مركز الكون، كما ادعى طاليس، رغم ما فعله كوبر نيكوس في دحض هذه الخرافة، إلا أن الإنسان لا يزال متشبثاً بفكرته القديمة، كونه كائناً ينتمي إلى التاريخ.

المصدر :

صحيفة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام أحلام



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:20 2015 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

كوريا الشمالية تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ 100عام

GMT 18:56 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تشجعين طفلك على ارتداء النظارة الطبية؟

GMT 18:34 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مستحضرات تجميل تعالج بهتان البشرة في فصل الشتاء

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

ميغان ماركل تكبر الأمير هارى بثلاث سنوات

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

حدث في السابع من رمضان

GMT 02:38 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

"اتيكيت" الضيافة في مكاتب العمل

GMT 11:02 2015 الإثنين ,23 شباط / فبراير

الحسيني تضيف لمسات عصرية على القفطان المغربي

GMT 12:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شمبانزي يرسم لوحات فنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates