بقلم : علي ابو الريش
عشاق نحن، وعندما يداهمنا شبح الوباء اللعين، نتذكر حبيبتنا، نتذكر مدينتنا، نتذكر في وجوههم، ترتسم صورة المستقبل، وتطوف قصائدهم محيط القلب، وتنمو على المروج أزهار الحلم النبيل.
عشاق نحن، ولا تنطفئ مصابيحنا، ولا تختبئ أشواقنا، بحكم أننا وجدنا لكي نلون لوحة الواقع، بابتسامة، لا تطفئها رياح، ولا جراح، إنها الابتسامة التي ترعرعت عند ضفاف بحر، ما ملّت موجاته من الوشوشة، وما تعبت مراكبه من السفر إلى حيث يكمن الفرح، وتسترخي آيات الظفر بمشاعر هي الأنقى من قطر الندى، والأعذب من شهد الثمرات على غصون النخلة اليافعة.
عشاق نحن، وهذه عاصمتنا تزهو بالأيادي البيضاء، وهي تمسد الجروح، بأمصال الحياة، وتهدي العالم أجمل الآمال، وتقول للجائحات الكالحات، هذه زوبعة في فنجان العالم، وأنت الشجرة العملاقة، من ثمارها تقطف الإنسانية لقاح الحب، وبالحب نسمو جميعاً، وترتفع هاماتنا، وترتقي قاماتنا، وترفرف أشرعتنا، وتهفهف أعلامنا.
عشاق نحن، وما دامت قافية الأحلام تعلق قناديلها في السماء، فلن تخفق ركابنا، وهي تهفو إلى عالم لا تكدره قارعة، ولا تنكده فازعة، وتقول هيا بنا نشد الأيادي، والكتف بالكتف، لنحمي ضلوعنا، من صهد الرياح العاتية.
عشاق نحن والهوى وطن ومواطن، كلاهما في المشهد شجن، ولحن، وغصن، وفنن، كلاهما وعد، وعهد على التلاحم، والانسجام، من أجل غد لا تغشيه غاشية، ولا تفشيه فاشية، إننا بالحب وحده، نمضي كما هي الساريات في السماء، كما هي السابحات في الفضاء، نمضي سوياً، والحب ناموسنا، وقاموسنا، وجوهر وجودنا، نمضي والحلم البهي، صورة تتألق أمام أعيننا، والوفاء، في كراسة وعينا، آية من آيات ثقافتنا.
نمضي، وجدول إرادتنا يمضي في شرايين التاريخ، ليبقى ذاكرة مضاءة بالإرث الجميل، والفعل النبيل، نمضي وهذا الوطن يزخر بالذين يذوبون في الحياة، هي العذوبة في الماء، كما هي الألوان الزاهية في اللوحة.
عشاق نحن، والأعناق شواهد على شموخنا، ورسوخنا، ولباقة المعنى وأناقة المغزى، ولياقة المشي على حبات رمل أشبه باللآلئ.
عشاق نحن، نسبر لحن السالفين، وعلى أثرهم نخطو، وثبات خطواتنا، توثقه، تلك المعطيات الإنسانية، التي لها في قلب كل من يعيش على هذه الأرض، رسم، ووسم، وحلم، وخير الكلم.
عشاق نحن والحبيبة، أرض امتهنت الحب، وجداً، ووجوداً، ونجوداً، وجوداً، ووجداناً.
عشاق نحن، والحبيبة مجبولة على العشق، والصدق، وصفاء النسق.