بقلم : علي أبو الريش
يتبوأ الاتحاد النسائي مكانة عالية في الوجدان الإماراتي، ويحتل موقعاً منفرداً في مجال العمل الوطني، وأمس اختتم الاتحاد برنامجاً تدريبياً، استمر ثلاثة أسابيع، لأجل تطوير التفكير والتحليل الإبداعي لدى الأطفال، ولأن الأطفال هم القطرات التي يتكون منها نهر الوطن، ولأنهم خيط الشعاع الذي ينسل إلى البيوت لتصبح مضاءة بالأمل، ولأنهم الرضاب والخضاب والسحاب والكتاب، وكل الأسباب التي منها يأخذ الوطن ضوءه ووضوءه، لأنهم المكان الذي نقطف منه زهرات الفرح والسعادة، ولأنهم الزمان الذي يطوقنا بالأمل، ولأنهم الأمان الذي
يحيطنا بجدرانه العالية، ولأنهم البستان الذي على أشجاره الوارفة تغرد طيورنا، ولأنهم السلام الذي يشمل قلوبنا، ولأنهم الوئام الذي يسكننا، ولأنهم الانسجام الذي يلم شتاتنا، ولأنهم مسك الختام الذي به نتباهى ونتباهى إلى الوجود، وجد الاتحاد النسائي نفسه في خضم المسؤولية الوطنية، فوضع على عاتقه الاهتمام بهذا الجيل، يضيء له الدروب، ويفتح له القلوب، ويبذل من أجله العمل الدؤوب، ويختصر المسافة ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، لكي يصير الزمان مثل نهر لا يمكن الفرز بين ذراته وقطراته، هذه العذوبة التي يمطرها الاتحاد النسائي على
تربية الوطن من أجل تربية صالحة، ومن أجل وطن يرقى بسواعد أبنائه المستنيرين، ويأخذ بناصية التطور من دون كلل أو دجل، أو جلل، أو زلل، أو علل، هي هذه الرؤية التي طرحتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي وراعية شؤونه وشجونه، حفظها الله، متتبعة خطوات المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الاهتمام بالإنسان وتطهير وجدانه وأشجانه من كل غث ورث، وليس أهم من العلم الذي يقود إلى تفجير الملكات الإبداعية لتصبح أنهاراً متألقة، وأشجاراً باسقة، وأمطاراً متدفقة، ودياراً متناسقة.
والاتحاد النسائي منذ إنشائه حتى الآن وهو يعمل بكل جد وإخلاص وصدق وإيمان لدفع عجلة العمل الوطني نحو غايات المجد السديد، والجِد الأكيد، إيماناً من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن الوطن هو إنسان، يجب أن يأخذ كل حقوقه، ليؤدي كل واجباته، لأن السفينة لا تجري على اليبس، ولأن الحياة أخذ وعطاء، فهذا الجيل الذي أخذ حقوقه الإنسانية كافة يقع على عاتقه شرط الأداء الجيد والعطاء الذي لا ينضب، والتضحية من أجل الوطن بالنفس والنفيس، لأنه ما من أحد يستطيع أن يدافع عن مكتسبات الوطن إلا الوطن، وكما يقول المثل: «ما يحك ظهرك إلا ظفرك»، وها هو الاتحاد النسائي يعمل من أجل تحقيق هذا المبدأ، وتطوير قدرات الأطفال، بداية الغيث وكل الغيث، لأنهم هم رجال المستقبل وقادة الرأي والرؤية فيه، فإذا صفت عقولهم استطاعت أن تعطي الثمار الناضجة، واستطاع الوطن بهم أن ينهض ويرقى، ويصل إلى المراتب الأولى في مختلف المجالات.
المصدر : الاتحاد