بقلم : علي أبو الريش
تحسين الخدمات يتطلب تضافر الجهود والبرامج الذكية، هذا ما أكده سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وما من مجتمع يستطيع أن يتجاوز ذاته إلا إذا اقتنع كل مواطن أنه جزء من العملية التطويرية، ووثقت كل مؤسسة حكومية بقدراتها على تقديم المبادرات، للذهاب بعيداً في توسيع حدقة الطموحات، وتنمية التطلعات على أسس علمية وموضوعية، تصب جميعها في بناء الجدار العالي لوطن أصبح لا يستطيع العيش إلا بأنفاس الجميع.
والإمارات لولا هذا الجمع المبارك من أبناء الوطن الذين تأزروا بالعزيمة، وتسلحوا بالشيمة، وقالوا صباح الخير يا وطن، وهم يفردون أشرعة السفر إلى مواطن العمل والابتسامة الشفيفة تلثم الوجوه، والتفاؤل يطوق القلوب، والحب قلادة على الصدور، منه وبه تنمو أشجار الحلم، وتتفرع وتترعرع، وتشع وتتشبع بذات لا تنحني لنكوص، ولا تنثني لنقص، بل هي باتساع الكون الرحيب الرهيب الخصيب، تخصب المعاني وتشذب الوعي، وترتب المشاعر وتهذب السلوك لكي يصبح الإنسان في النسيج الاجتماعي قطرة في النهر الكبير، وشرياناً في الجسد.
هذه هي الإمارات، في هذه الساعة من الزمن، في هذا الوقت من التلاقح الحضاري بين الأمم المتقدمة، في هذا المكان من الكرة الأرضية، التي أصبحت خيمة واحدة، وأفرادها أوتادا للسقف، وعوارض للجدران، هذه هي الإمارات بفضل من سنوا التواضع قانون حياة، وساروا مع الناس في دروب الألفة والمحبة مجللين بحب الناس جميعاً، مكللين بالمجد المجيد، لاشيء في الإمارات يضيء أكثر مما تضاء به الوجوه السمحة، والقلوب الراضية المرضية، والعقول المتفتحة، الصادحة باسم الله والوطن والناس أجمعين، ولاشيء يبدو أجمل من هذا الاجتماع الخير الذي يضم القيادة والشعب في دفتي كتاب واحد، ليقرأ التاريخ كيف تبدو الأوطان، كبيرة جداً، عندما تتصافح الأيدي وتصبح القلوب قلباً واحداً. كل ذلك يتم أمام مرأى ومسمع العالم، من وطن صار قدوة حسنة، تحذو حذوه الأمم الواعية لأهمية التلاحم. إذاً فإن المبادرات هي الطريق السليم والقويم، والمستقيم، الذي تؤمن به القيادة والشعب معها يداً بيد من أجل الإمارات ورقيها ونهضتها، ومن أجل جيل سيأتي وسيرى كيف فعل الحب، وكيف استطاع العشاق أن ينجزوا المعجزات، ويذهلوا العالم بما حققوه من اختراقات للواقع والعالم، مشاريع الإمارات العملاقة على مختلف الصعد، أذهلت وأبهرت وأدهشت المحبين، كما أنها أخرست أفواه كل من في نفسه غرض أو في قلبه مرض.