مدافن القطط في لوزان
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

مدافن القطط في لوزان

مدافن القطط في لوزان

 صوت الإمارات -

مدافن القطط في لوزان

بقلم - علي ابو الريش

على تلة خفيضة بين العشب، وتحت جذوع الشجر العملاق، تغط القطط والكلاب في سلام وأمن، في مدافن مسقوفة بمربعات الرخام، وعليها أرخ اليوم الذي ودعت فيه هذه الحيوانات عالمنا.

إيماناً من الناس هناك في هذا البلد الوديع، بوحدة الوجود، واحترام الكائنات جميعاً، كونها تشاركنا الحياة على الأرض، وهي جزء من مكونات التاريخ الإنساني.

عندما تتأمل المكان، والهدوء المخيم على الأرواح التي غادرتنا إلى العالم الآخر، تشعر بالخيط الرفيع الذي يطوق عنق الوجود، وكأنه خيط حبات المسبحة، وأن الكائنات التي تهجع تحت الأرض، كان لها علاقة ربط حميمية مع البشر، فلا تستغرب كيف يعيش هؤلاء الناس، وقد خلفوا وراءهم حقباً من الزمن توارت تحت حزم ثقافية، استطاعت خلال هذه المدد أن تشفي الوجدان من علل الفوارق، وأن تحمي القلب من ضغائن الكره والاحتقان، تشعر أن ما يحدث شيء من الخلق والإبداع البشري، في صياغة الحياة على أساس المحبة والانتماء إلى روح الوحدة الكلية، ليس بين البشر فحسب، وإنما بين سائر الخلق، ما يجعل الحياة بينهم تمضي كالنهر، صافية ومتعافية من درن الحساسية الشعورية. واقع إنساني مزدهر وملفت، ويقدم درساً في التعاطف والانسجام والاحترام لكل روح خلقها الله، لا لأن تسحق تحت عجلات السيارات في الشوارع، ولا أن تداس بالأقدام، بل هي مكرمة في حياتها وفي فنائها، وهذا يعني أن الكراهية لا تقسم على اثنين، فمن يحترم الحيوان، كمن يحترم الإنسان، والمسألة خاضعة للثقافة وللفكر، وحيثما تحترم الحيوان فسوف تحترم الإنسان، والحب لا يعرقله إلا التصنيف، ولا يعزله عن الواقع إلا الاستخفاف بكائن من دون آخر.

هذه الشعوب التي نراها اليوم مختلفه عن غيرها، قد عانت من ويلات الحروب والكروب، وبعد زمان من التجارب المرة، استيقظت على حقيقة، أنه ما من حياة تستمر بسعادة وهناء، إلا بالتخلص من الكراهية، وبالارتهان للحب كإكسير حياة، ونبت لا يجف طالما سقي بماء الوعي، وإدراك الطريق الصحيح للتعامل مع مخلوقات الله بالحسنى، واعتبار أن كل ما يدب على الأرض هو من موازين البيئة، ولا ينبغي التقليل من أي كائن، مهما صغر أو كبر، فكلها جاءت لكي تكمل دورة الحياة على الأرض.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدافن القطط في لوزان مدافن القطط في لوزان



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 22:25 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق فعاليات توظيف 1000 مواطن في قطاع الطاقة

GMT 13:43 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

مدرسة الوطن

GMT 03:52 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

محكمة يابانية تأمر بإغلاق مفاعل نووي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates